للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما نولدكه، فيقول: إن الاختلافات في الحجاز ونجد وإقليم الفرات كانت قليلة، وأن اللغة الفصحى قد تركبت منها جميعًا، فهو كذلك لا يخصص لهجة معينة من بين لهجات هذه الأقاليم.

و"جويدى" يرى أن اللغة الفصحى ليست لهجة معينة لقبيلة معينة وإنما هي مزيج من لهجات أهل نجد ومن جاورهم.

وأما فيشر فيقول إنها لهجة معينة ولكنه لم ينسبها إلى قبيلة من القبائل.

ويرى فولرز وهارتمان أنها لهجة أعراب نجد واليمامة وقد أدخل فيها الشعر وتغييرات كثيرة٥.

وأما نالينو فيقول إنها لغة القبائل التي اشتهرت بنظم الشعر والتي جمع اللغويون والنحاة من أهلها مادتهم اللغوية وشواهدهم، وهي قبائل معد التي جمع ملوك كندة كلمتها تحت لواء حكم واحد قبل منتصف القرن الخامس الميلادي وفي رأيه أن هذه اللغة الفصحى تولدت من إحدى اللهجات النجدية وتهذبت في زمن مملكة كندة، وصارت اللغة الأدبية السائدة بين العرب.

ويأتي بلاشير فيراجع القبائل التي أخذ منها اللغويون مادتهم. وهم تميم وقيس وأسد ثم هذيل وبعض كنانة وبعض طيئ، ثم يذكر الفرق بين هذه القبائل التي أخذت عنهم الفصحى فيورد رأي الفارابي إذ يقول: "إن قيسًا وتميمًا وأسدًا هم الذين أكثر ما أخذ عنهم وعليهم اتكل في الغريب وفي الإعراب والتصريف، ثم هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين".

وأما بروكلمان، فيعتقد أن لغة الأدب الجاهلي لغة فنية قائمة فوق اللهجات وإن غذتها جميعا٦: وهو يعتقد أن الفصحى تألفت تدريجيًّا بفضل الصلات التجارية التي أوجدها الظعن والحج إلى المراكز الدينية كمكة واستمدت غناها في المفردات من عدد كبير من اللهجات٧.


٥ راجع في هذه الآراء السابقة: مقالة لجواد علي عن لهجات العرب قبل الإسلام في كتاب الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة: مكتبة النهضة بالقاهرة. وقد لخصها الدكتور شوقي ضيف في كتابه تاريخ العصر الجاهلي، ص١٣١.
٦ تاريخ الأدب العربي لبروكلمان، دار المعارف، جـ١ ص٤٢.
٧ تاريخ الأدب العربي لبلاشير ص٨٧.

<<  <   >  >>