للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها تتفرع الطرق البرية التي يسلكها التجار في ذلك العهد إلى بلاد الشام أو العراق، ولمركزها الاقتصادي الخطير وفد إليها الغرباء, فجلبوا معهم اليهودية والنصرانية إلى اليمن، وفي هذا المكان اشتد التنافس بين الديانتين اليهودية والنصرانية، حتى تحول إلى مذابح سقط فيها صرعى من الجانبين، وكانت نجران أيضًا ذات شأن في الصناعة في اليمن١٢.

وفي اليمن صعدة، وكانت تسمى في الجاهلية "جماع" وتشتهر بالنصال الصاعدية,

وظفار من مشاهير بلاد اليمن، وبينها وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخًا، وعلى شمالها رمال الأحقاف التي كان بها عاد، وهي قاعدة بلاد الشحر ويوجد في أرضها كثير من النبات الهندي، وفيها بساتين، كما يوجد في سواحلها "العنبر"١٣.

ومن مدن الحجاز١٤ مكة، وهي بعد ثمانية وأربعين ميلًا من البحر الأحمر، وبها بيت الله الحرام، وكان مقصد جميع القبائل في موسم الحج كل عام، وتحيط بها الجبال فمن الشرق جبل أبي قبيس، ومن الغرب الجبل الأحمر، وكان يسمى الأعرف، وفي شرقيه قيقعان، ومن الجنوب جبل أجياد، ويسلك الناس إليها ومنها شعاب هذه الجبال، وهي في وادٍ صخري وصفه القرآن بأنه غير ذي زرع، فاعتمد أهلها على التجارة وقد كانت صلات تجار مكة بالروم والغساسنة والحبشة حسنة جدًّا١٥.

كما كان لموقع مكة، وظروفها الدينية وبخاصة عندما ساءت الحالة العامة في اليمن أثر كبير في انتعاش التجارة في مكة وكانت قبيل الإسلام مسكنًا لقريش، فمنهم من نزل حول الكعبة فسموا بقريش البطاح، وهم: هاشم، وأمية، ومخزوم، وتيم، وعدي، وجمح، وسهم، وأسد، ونوفل، وزهرة، وكانوا أصحاب النفوذ فيها، ومنهم من كانوا ينزلون وراءهم في ظاهر مكة فعرفوا بقريش الظواهر، وهم: بنو محارب، والحارث ابنا نهر، وبنو الأدرم بن غالب بن فهر، وعامة بني عامر بن لؤي، وغيره١٦، وكان معهم أخلاط من صعاليك العرب والحلفاء والموالي والعبيد، وكان أكثرهم من الحبشة١٧.


١ جواد علي جـ٨ ص ١٩٩.
١٣ بلوغ الأرب جـ١ ص ٢٠٦.
١٤ يعدها بعض الباحثين من تهامة.
١٥ الأغاني، دار الكتب، جـ١ ص ٦٥
١٦ يعدها بعض الباحثين من تهامة.
١٧ تاريخ العرب لجواد علي جـ٤ ص ١٩١.

<<  <   >  >>