للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو مالك عمرو بن أبي كركرة٨٩: وهو أعرابي كان يعلم في البادية، وهو بصري المذهب.

وأبو سوار الغنوي٩٠: وعنه أخذ أبو عبيدة.

وأبو الجاموس ٩١ ثور بن يزيد: أعرابي كان يفد البصرة على آل سليمان وعنه أخذ ابن المقفع الفصاحة.

وأبو ملحم الشيباني: أعرابي كان أعلم الناس بالشعر واللغة توفي سنة ٢٤٨، وقيل أصله ومولده بفارس، لكنه انتسب إلى بني سعد، ويقال إنه كان أحفظ الناس٩٢.

وأبو شبلي العقيلي ٩٣: وقد وفد على الرشيد واتصل بالبرامكة.

والبهدلي: وعنه أخذ الأصمعي.

وفي بدء الرواية العلمية لم يكن الرواة في القرن الأول بحاجة إلى الارتحال إلى البادية إذ كانت الصلة ما زالت شديدة بعرب الجاهلية وأعرابها؛ لأن عرب الجاهلية أو من أخذوا عنهم كانوا لا يزالون أحياء. كما سبقت الإشارة إلى ذلك عند الكلام عن الطبقة الأولى من الرواة، لكن لما اتسعت الدولة، واستقر الناس في المدن، واختلط العرب بغيرهم من الأعاجم، أراد الرواة والعلماء استقاء اللغة والأدب من مصادرهما الأصيلة النقية؛ لذلك رحلت الطبقة الثالثة من الرواة إلى البادية، وقد سبق أن ذكرنا الاحتياطيات الشديدة التي أخذ العلماء أنفسهم بها في جمع اللغة ليكون ما يأخذونه عربيًّا حقًّا وأصيلًا، فحصروا ميدانهم في نطاق معين من القبائل التي تسكن منطقة بعيدة كل البعد عن تأثير الاختلاط الأجنبي، ومن أقدم من رحل إلى البادية يونس بن حبيب الضبي المتوفى سنة ١٨٣، وخلف الأحمر المتوفى سنة ١٨٠هـ، والأصمعي. وظل شأن العلماء والرواة في الذهاب إلى البادية والأخذ عن أهلها إلى أواخر القرن الرابع ٩٤، وقد أشرنا آنفا إلى أن بعض الأعراب كانوا هم أنفسهم يفدون إلى


٨٩ المرجع السابق، ص٧٢.
٩٠ المرجع السابق، ص٧٣.
٩١ المرجع السابق، ص٧٣
٩٢ المرجع السابق، ص٧٥.
٩٣ الفهرست، ص٧٤.
٩٤ الشهاب الراصد، ص٢٦٥.

<<  <   >  >>