زهير لثعلب والأعلم الشنتمري والسكري. وشرح ديوان علقمة للشنتمري. وشرح ديوان امرئ القيس للسكري، وللبطليوسي، والتبريزي، ولابن النحاس، وللبغدادي. وجمع لويس شيخو أشعار كثير من الشعراء الجاهليين في كتابه:"شعراء النصرانية".
وقد قام كثيرمن العلماء والأدباء والباحثين بنشر كثير من هذه الدواوين نشرًا علميًّا دقيقًا، وإخراجها إخراجًا متقنًا مضبوطًا. وبعضهم يكتفي بنشر رواية معينة. وبعضهم يجمع بين الروايات المختلفة مع المقارنات الدقيقة بينهما، كما فعل الأستاذ أبو الفضل إبراهيم في ديوان امرئ القيس ورواياته الكثيرة.
وبحكم اتصالي بالأدب الجاهلي، وكثرة مطالعتي في نصوصه وشروحها، كثيرًا ما أجد كلمات في أصول النصوص -وفي الشرح كذلك- تحتاج إلى تفسير، لأنها ليست من الألفاظ التي تدور على ألسنة الفصحاء في عصرنا الحاضر، ويصعب فهمها على القراء الآن، فوددت لو تنشر كنوزنا الأدبية الثمينة نشرًا علميًّا دقيقًا، ثم توضح نصوصها بلغة سهلة يسيرة تتناسب مع عصرنا الحاضر، فأخرجت على هذه الطريقة ديوان طرفة بن العبد.
ولا يزال كثير من تراثنا الأدبي مخطوطًا، وإنا لنأمل في شباب أمتنا العربية الطموح، وعلمائها الفضلاء، وباحثيها الأجلاء، أن يزيحوا الستار عن هذه الكنوز الثمينة، ويقدموها للعلم والمعرفة والإنسانية في صور زاهية جميلة، فيظهروا للعالم آثار الأمة العربية الخالدة، وفنها الرائع العظيم.
ودواوين الشعراء التي كان لها حظ الطبع والنشر، لم يقف حجمها عند القدر الذي وردت به أولًا، فقد اعتاد الأساتذة الفضلاء الذين يقومون بنشر هذه الدواوين، أن يراجعوا النسخة التي يريدون نشرها للديوان، ويقارنوها بنسخ أخرى منه إن وجدت، ويضيفوا إليها ما قد يجدونه من زيادات عنها في غيرها من الروايات، منبهين على ذلك في موضعه، ثم هم بعد ذلك قد يضيفون إلى الديوان كثيرًا من الأبيات التي قد يجدونها في كتب أخرى مثل كتب النحو أو اللغة أو التفسير، أو غير ذلك. وهكذا نجد أن الديوان يزيد عن أصله الأول، وكلما تعددت طبعاته ربما زادت الإضافات فيه بما قد يعثر عليه في أثناء المطالعات في كتب أخرى من زيادات جديدة لم تتضمنها الطبعات السابقة.