وإن شفائي عبرة مهراقة ... فهل عند رسم دارس من معول
ثم انطلق في عالم ذكرياته فاسترجع ما كان له من متع ولذات، فأخذ خياله يصور ما يجول بخاطره من مواقف اللهو والمرح، ثم صور ملكة الجمال في نظره، فقال:
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ... ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر المقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ... بناظرة من وحش وجرة مطفل
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش ... إذا هي نصته ولا بمعطل
وفرع يزين المتن أسود فاحم ... أثيث كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلا ... تضل المداري في مثنى ومرسل
وكشح لطيف كالجديل مخصر ... وساق كأنبوب السقي المذلل
وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
وتضحى فتيت المسك فوق فراشها ... نئوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممسي راهب متبتل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة ... إذا ما اسبكرت بين درع ومجول
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute