بالولاء، وفيهم المقدرة والكفاية، وهم الأباة الصناديد، فلا يجرؤ أحد على المساس بكرامتهم وإلا كان جزاءه أنكى وأعنف، وأقر الجميع لهم بالإجلال والتعظيم، وفيهم الكثرة والقوة في البر والبحر:
وقد علم القبائل من معد ... إذا قبب بأبطحها بنينا
بأنا العاصمون بكل كحل ... وأنا الباذلون لمجتدينا
وأنا المنعمون إذا قدرنا ... وأنا المهلكون إذا أتينا
وأنا الشاربون الماء صفوًا ... ويشرب غيرنا كدرًا وطينا
لنا الدنيا ومن أمسى عليها ... ونبطش حين نبطش قادرينا
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
إذا بلغ الفطام لنا صبي ... تخر له الجبابر ساجدينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا ... وظهر البرح نملؤه سفينا
هذه معلقة عمرو بن كلثوم، وهي تصوير للقبيلة المثالية في العصر الجاهلي، وقد ألهبت العواطف فيها غريزة حب العظمة في النفس البشرية.