وتحملنا غداة الروع جرد ... عرفن لنا نقائذ وافتلينا
ورثناهن عن آباء صدق ... ونورثها إذا متنا بنينا
ثم ذكر ما حدث منهم لبني الطماح، ودعمى "وهما حيان من إياد" حينما جاءوا لحربهم فأعجلهم قوم الشاعر بما يستحقون، وهنا استعمل أسلوبًا طريفًا حيث صورهم بالضيوف فقال:
ألا أبلغ بني الطماح عنا ... ودعميًا فكيف وجدتمونا
نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا
قريناكم فعجلنا قراكم ... قبيل الصبح مرداة طحونا
ثم ذكر أن البطولة فيهم ليست مقصورة على الرجال، بل إن البطولة في نسائهم كذلك، فلهن دور عظيم في الحرب، فهن مع كرمهن وجمالهن وأصلهن وما هن فيه من ترف ورفاهية، وما كفلناه لهن من الحماية والرعاية والاهتمام، إذا دقت ساعة الخطر يمتلئن حمية وثورة، ويتوقدن حماسة وغيرة، ويقمن بإعداد ما يلزم الجيش من مؤن وذخائر، ويطالبن الجنود بالرجوع بأسلاب الأعداء وأسلحتهم، وبالأسرى في الأغلال، ونحن نؤمن إذا لم نحمهن فلا نستحق الحياة، ولا يحميهن إلا ضرب تتطاير منه سواعد الأعداء شظايا:
على آثارنا بيض كرام ... نحاذر أن تفارق أو تهونا
ظعائن من بني جشم بن بكر ... خلطن بميسم حسبا ودينا
إذا ما رحن يمشين الهوينا ... كما اضطربت متون الشاربينا
أخذن على بعولتهن عهدًا ... إذا لاقوا كتائب معلمينا
ليستلبن أبدانا وبيضًا ... وأسرى في الحديد مقرنينا
يقتن جيادنا ويقلن لستم ... بعولتنا إذا لم تمنعونا
إذا لم نحمهن فلا بقينا ... لشيء بعدهن ولا حيينا
وما منع الظعائن مثل ضرب ... ترى منه السواعد كالقلينا
ثم استشاط حمية، ورفع قدر قومه فوق جميع الناس، وقال إن القبائل تعرف أن قومه الحماة في الشدائد، الكرام في القحط، الأوائل المقدمون في كل شيء، يدين لهم الجميع