فهل حدثت في جشم بن بكر ... بنقص في خطوب الأولينا
ورثنا مجد علقمة بن سيف ... أباح لنا حصون المجد دينا
ورثت مهلهلًا والخير منه ... زهيرًا نعم ذخر الذاخرينا
وعتابًا وكلثومًا جميعًا ... بهم نلنا تراث الأكرمينا
ومنا قبله الساعي كليب ... فأي المجد إلا قد ولينا
متى نعقد قرينتنا بحبل ... تجذ الحبل أو تقص القرينا
ونوجد نحن أمنعهم ذمارًا ... وأوفاهم إذا عقدوا يمينا
ثم ذكر طرفًًا من مواقفهم في الشدائد، فهم يصمدون وقت الخطر، وفي حرب خزازى، كانت تضحيتهم فوق تضحية الجميع، وهم الميمنة في الجيش، وبنو أعمامهم في الميسرة، ويعودون من حروبهم بملوك أعدائهم أسرى، في حين يرجع الآخرون بالنهاب والسبايا:
ونحن الحابسون بذي أراطى ... تسف الجلة الخور الدرينا
ونحن غداة أوقد في خزازى ... رفدنا فوق رفد الرافدينا
وكنا الأيمنين إذا التقينا ... وكان الأيسرين بنو أبينا
فصالوا صولة في من يليهم ... وصلنا صولة فيمن يلينا
فآبوا بالنهاب وبالسبايا ... وأبنا بالملوك مصفدينا
ثم انتقل إلى تحذير بني بكر خصومهم، ونبههم إلى معرفة حقيقة قومه قبل أن يقدموا على أي تصرف ضدهم، فهم أصحاب الكتائب الخبيرة بالطعن والرمي، المدججة بكل أنواع الأسلحة وبخاصة البيض والترس، والسيوف والدروع السابغة المحكمة التي تترك الصدأ على جلود الأبطال من طول لبسهم إياها، والخيل الكريمة التليدة الخالدة فيهم:
إليكم يا بني بكر إليكم ... ألما تعرفوا منا اليقينا
ألما تعلموا منا ومنكم ... كتائب يطَّعنَّ ويرتمينا
علينا البيض واليلب اليماني ... وأسياف يقمن وينحنينا
علينا كل سابغة دلاص ... ترى فوق النجاد لها غضونا
إذا وضعت عن الأبطال يومًا ... رأيت لها جلود القوم جونا