للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ندافع عنهم الأعداء قدمًا ... ونحمل عنهم ما حملونا

نطاعن ما تراخى الناس عنا ... ونضرب بالسيوف إذا غشينا

بسمر من قنا الخطي لدن ... ذوابل أو ببيض يعتلينا

نشق بها رءوس القوم شقًّا ... ونخليها الرقاب فيختلينا

تخال جماجم الأبطال فيها ... وسوقًًا بالأماعز يرتمينا

إذا ما عي بالأسناف حي ... من الهول المشبه أن يكونا

نصبنا مثل رهوة ذات حد ... من الهول المشبه أن يكونا

بفتيان يرون القتل مجدًا ... وشيب في الحروب مجربينا

حديا الناس كلهم جميعًا ... مقارعة بنيهم عن بنينا

فأما يوم خشيتنا عليهم ... فتصبح خيلنا عصبًا ثبينا

وأما يوم لا نخشى عليهم ... فنمعن غارة متلببينا

ثم وجه اللوم العنيف إلى عمرو بن هند لاستماعه للوشاة، وسلوكه مع قومه سلوكًا مزريًا، محاولا النيل من كرامتهم، أو الانتقاص من هيبتهم، وهنا يتهكم به الشاعر ومرة أخرى يطالبه بالتريث، ثم يصف إباء قومه وعزتهم، وعنادهم وصلابتهم، ويذكر عددًا من سادة قومه وعظمائهم، علقمة بن سيف "الذي أنزل بني تغلب الجزيرة" ومهلهل "جد عمرو بن كلثوم من قبل أمه وكان صاحب حرب وائل أربعين سنة"، وكليب "رئيس تغلب المشهور، وهو أخو المهلهل" وعتاب، وكلثوم "أبو الشاعر"، وزهير "جد عمرو بن كلثوم من قبل أبيه"، ويذكر الشاعر أن من يحاول المساس بقومه يدقون عنقه، فهم أقوى الناس، وأشدهم شكيمة، وفي الوقت ذاته أوفى الناس بالعهود:

بأي مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

بأي مشيئة عمرو بن هند ... نكون لقيلكم فيها قطينا

تهددنا وتوعدنا رويدًا ... متى كنا لأمك مقتوينا

فإن قناتنا يا عمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا

إذا عض الثقاف بها اشمأزت ... وولتهم عشوزنة زبونا

عشوزنة إذا انقلبت أرنت ... تشج قفا المثقف والجبينا

<<  <   >  >>