للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث جاء ثمانون من تميم وقتلوا من بني رزاح التغلبيين، وأخذوا أموالًا كثيرة فحاول هؤلاء استرجاع ما أخذ فلم يفلحوا في شيء فرجعوا أذلاء خائبين، والغل يأكل صدورهم، ولكن الغل لا يبرده الماء، ثم بما حدث من الغلاق وخيله إذ قتلوا من التغلبيين وسبوا في غير لين ولا رحمة وقد نسي القتلى وذهبوا أدراج الرياح، ثم قال الحارث: ومثل ذلك حدث من عمرو بن هند مع التغلبيين حينما حاولوا عصيانه بعد أن قتل عمرو ملك الغسانيين وأخذ بنته ميسون في قبة لها وتجمع تحت رايته جموع كثيرة، فقال التغلبيون: "من عمرو ومن معه؟ إنما معه قراضبة "صعاليك، فقراء، لصوص"، قد جمعوا له من كل مكان لقتالنا، فليتنا قد لقيناهم، فيعلم عمرو غدًا كيف نحن وهو"، ثم استمر الحارث فقال للتغلبيين: فتحققت أمنيتكم التي كلها بطر، وما أتوكم على غرة، لكن ظاهرين، حين ارتفع النهار وانتشر السراب فكان ما حاق بكم من قتل وسبي:

ليس منا المضربون ولا قي

...

س ولا جندل ولا الحداء

غننًا باطلًا كما تعـ

...

تر عن حجرة الربيض الظباء

وثمانون من تميم بأيديـ

...

هم رماح صدورهن القضاء

لم يخلوا بني رزاح ببرقا

...

ءَ نَطَاعٍ لهم عليهم دعاء

تركوهم ملحبين وآبوا

...

بنهاب يصم منه الحداء

ثم جاءوا يسترجعون فلم تر

...

جع لهم شامة ولا زهراء

ثم فاءوا منهم بقاصمة الظهـ

...

ر ولا يبرد الغليل الماء

ثم خيل من بعد ذاك مع الغلا

...

ق، لا رأفة ولا إبقاء

ما أصابوا من تغلبي فمطلو

... ل عليه إذا تولى العفاء

كتكاليف قومنا إذ غزا المنـ ... ذر، هل نحن لابن هند رعاء

إذ أحل العلاة قبة ميسو ... ن فأدنى ديارها العوصاء

فتأوت لهم قراضبة من ... كل حي كأنهم ألقاء

فهداهم بالأسودين وأمر اللـ ... هـ بلغ يشقى به الأشقياء

إذ تمنونهم غرورًا فساقتـ ... هم إليكم أمنية أشراء

لم يغروكم غرورًا ولكن ... يرفع الآل جمعهم والضحاء

<<  <   >  >>