للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجبهناهم بضرب كما يخـ ... رج من خربة المزاد الماء

وحملناهم على حزن ثهلا ... ن شلالا ودمي الأنساء

وفعلنا بهم كما علم اللـ ... ـه وما إن للخائنين دماء

ثم حجرًا أعني ابن أم قطام ... وله فارسية خضراء

أسد في اللقاء ورد هموس ... وربيع إن شنعت غبراء

فرددناهم بطعن كما تنهـ ... ـز عن جمة الطوي الدلاء

وفككنا غل امرئ القيس عنه ... بعدما طال حبسه والعناء

وأقدناه رب غسان بالمنـ ... ذر كرهًا إذ لا تكال الدماء

وولدنا عمرو بن أم أناس ... من قريب لما أتانا الحباء

مثلها يخرج النصيحة للقو ... م فلاة من دونها أفلاء

وبهذا تنتهي معلقة الحارث بن حلزة، وهي كما نرى تصوير لشعور مغيظ محنق، ينفس عن غضب يقطع نياط قلبه، وثورة تتأجج في صدره، ليرد كيد المعتدي في نحره، في تقريع عنيف، وتهكم مرير، وسخرية قاتلة، ويثأر لكرامته ويصون شرفه.

<<  <   >  >>