وقوله في جهل الغريب بما حوله، وفي هوان النفس:
ومن يغترب يحسب عدوًّا صديقه ... ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
وقول لبيد في وصف مكان تهطل فيه أنواع الأمطار المختلفة غدوًّا وعشيًّا فطالت أعشابه وكثرت أشجاره وتكاثرت فيه الظباء والنعام:
رزقت مرابيع النجوم وصابها ... ودق الرواعد جودها فرمامها
من كل سارية وغادٍ مدجن ... وعشية متجاوب أرزامها
وقوله في تصوير بقرة وحشية شديدة البياض في ليلة حالكة الظلمة، ينهمر فيها المطر بشدة، فتتحاماه بفروع شجرة قاصية عن طريق:
تجتاف أصلًا قالصًا متنبذًا ... بعجوب أنقاء يميل هيامها
يعلو طريقة متنها متواترًا ... في ليلة كفر النجوم غمامها
وتضيء في وجه الظلام منيرة ... كجمانة البحريّ سل نظامها
وقوله في نزول الربيئة من المرقب بعد أن غربت الشمس وخيم الظلام فستر أماكن المخافة وكان في انتظار فرسه الكريمة الطويلة:
حتى إذا ألقت يدًا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
أسهلت وانتصبت كجذع منيفة ... جرداء يحصر دونها جرامها
وقول عنترة في وصف روضة فيحاء تتعاورها الأمطار فكثر عشبها وطال نباتها وكثرت أزهارها وفاح عبيرها، وغرد ذبابها:
أو روضة أنقًا تضمن نبتها ... غيث قليل الدمن ليس بمعلم
جادت عليه كل بكر ثرة ... فتركن كل قرارة كالدرهم
سحًّا وتسكابًا فكل عشية ... يجري عليها الماء لم يتصرم
وخلا الذباب بها فليس ببارح ... غردًا كفعل الشارب المترنم
هزجًا يحك ذراعه بذراعه ... قدح المكب على الزناد الأجذم