للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما زال حتى نالها وهو مشفق ... على موطن لو زل عنه تفصلا١٠٧

فأقبل لا يرجو الذي صعدت به ... ولا نفسه إلا رجاءً مؤملا

فلما قضى مما يريد قضاءه ... وحل بها حرصا عليها فأطولا

أمر عليها ذات حد غرابها ... رقيق بأخذ بالمداوس صيقلا

على فخذيه من براية عودها ... شبيه سفا البهمى إذا ما تفتلا١٠٨

فجردها صفراء لا الطول عابها ... ولا قصر أزرى بها فتعطلا

إذا ما تعاطوها سمعت لصوتها ... إذا أنبضوا عنها نئيمًا وأملا١٠٩

وإن شد فيها النزع أدبر سهمها ... إلى منتهى من عجسها ثم أقبلا١١٠

وحشو جفير من فروع غرائب ... تنطع فيها صانع وتنبلا١١١

تخيرن أنضاء وركبن أنصلا ... كجمر الغضا في يوم ريح تزيلا١١٢

فلما قضى في الصنع منهن فهمه ... فلم يبق إلا أن تسن وتصقلا

كساهن من ريش يمان ظواهرا ... سخاما لؤامًا لين المس أطحلا١١٣

فذاك عتادي في الحروب إذا التظت ... وأردف بأس من خطوب وأعجلا

فإني رأيت الناس إلا أقلهم ... خفاف العهود يكثرون التنقلا

وإذا نظرنا في الوصف في الشعر الجاهلي نجد أنه على العموم، يعطينا صورة واضحة للمنظر الخارجي لكل ما وصفه الشعراء، حتى إن الموصوفات في جميع أحوالها تقريبا تكاد


١٠٧ تفصل: انفصلت أجزاءه بعضها عن بعض أي تقطع.
١٠٨ البهمى: نبات.
١٠٩ النئيم: الأنين، وهو صوت القوس والأسد والظبي. الأزمل: كل صوت مختلط. ورنين القوس: نبض في قوسه وأنبض: أصاتها. أو حرك وترها لترن.
١١٠ العجس: مقبض القوس كالمعجس.
١١١ تنطع في عمله: تأنق وبالغ في صنعه. الفروع: جمع فرع، وفرع كل شيء: أعلاه، والقوس الفرع: التي عملت من طرف القضيب، وهي خير القسي، ويقال: قوس فرع وفرعة. واستنبل الماء: أخذ خياره، الجفير: الكنانة وهي جعبة السهام.
١١٢ النضي: السهم بلا ريش ولا نصل. تزيل: تفرق وتطاير.
١١٣ السخام: الريش اللين تحت الطير. لأم السهم: جعل عليه ريشا لؤامًا، وسهم لؤام عليه ريش لؤام، أي بعضه يلائم بعضا، بأن تكون بطن كل ريشة إلى ظهر الأخرى. الطحلة: لون بين الغبرة والسواد ببياض قليل.

<<  <   >  >>