للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنه يرفئيّ نام عن غنم ... مستنفر في سواد الليل مذؤوب١٥٩

يحاضر الجون مخضرًّا جحافلها ... ويسبق الألف عفوًا غير مضروب١٦٠

كم من فقير بإذن الله قد جبرت ... وذي غنى بوأته دار محروب١٦١

مما تقدم في الهيجا إذا كرهت ... عند الطعان وتنجي كل مكروب١٦٢

همت معد بنا هما فنهنهها ... عنا طعان وضرب غير تذبيب١٦٣

بالمشرفي ومصقول أسنتها ... صم العوامل صدقات الأنابيب١٦٤

يجلو أسنتها فتيان عادية ... لا مقرفين ولا سود جعابيب١٦٥

سوى الثقاف قناها فهي محكمة ... قليلة الزيغ من سن وتركيب١٦٦

زرقًا أسنتها حمرًا مثقفة ... أطرافهن مقيل لليعاسيب١٦٧


١٥٩ اليرفئيّ: راعي الغنم. مذؤوب: جاءه الذئب. قال الأنباري: "مذئوب يكون في هذا الموضع خفضًا ورفعًا، فمن رواه رفعا كان إقواء، فقد أقوت فحول الشعراء، ومن رواه خفضا جعله نعتا للغنم، ووحده والغنم جمع لأن الغنم على لفظ الواحد". وكذلك "مستنفر". شبه فرسه لحدته وطموح بصره بالراعي نام عن غنمه حتى وقعت فيها الذئاب، فقام من نومه مذعورًا.
١٦٠ الجون، بضم الجيم: جمع جون بفتحها، يقال للأبيض وللأسود. وأراد بها هنا الحمر الوحشية. يحاضرها: يطاولها الحضر، وهو شدة الجري. الجحافل للحمير بمنزلة الشفاه من الناس. واخضرارها من أكل الخضرة، وذلك أشد لها وأسرع. الألف: ألف فرس. عفوًا: على هينة.
١٦١ جبرت: أغنت ولمت شعثه. بوأته: أنزلته. المحروب: الذي حرب ماله وسلب. يريد: كم أغنت من فقير وأفقرت من غني. دار محروب: أي جعلت دار هذا الغني دار فقير.
١٦٢ يقول: هذا الفرس من الخيل التي تقدم في الحرب، إن طلب أدرك، وإن طلب فات.
١٦٣ نهنهها: كفها. التذبيب: مبالغة في الذب وهو الدفع والمنع والطرد. أراد غير ضعيف كما تذب السباع، ولكن ضرب صادق.
١٦٤ العوامل: أعالي الرماح. صم: غير مجوفة. صدقات، بسكون الدال: صلبات. الأنابيب: ما بين الرمح
١٦٥ يجلو أسنتها: يصلحونها ويتعاهدونها. العادية: الحرب. المقرف: الذي دانى الهجنة، والهجين الذي ولدته الإماء الجعابيب: القصار الضعاف، الواحد جعبوب بضم الجيم.
١٦٦ الثقاف: خشبة في وسطها ثقب يقوم بها الرماح إذا اعوجت. الزيغ: الاعوجاج. السن: التحديد. التركيب: تركيب النصال.
١٦٧ جعل أسنتها زرقًا لشدة صفائه، وحمرًا لأنه إذا اشتد الصفاء خالطته شكلة، أي حمرة. اليعاسيب: الرؤساء. يريد أنهم يقتلون الرؤساء فيرفعون رءوسهم على أسنتها.

<<  <   >  >>