للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبلغ إيادًا وخلل في سراتهم ... إني أرى الرأي أن لم أعص قد نصعا٢١١

يا لهف نفسي إن كانت أموركم ... شتى وأحكم أمر الناس فاجتمعا

إني أراكم وأرضا تعجبون بها ... مثل السفينة تغشى الوعث والطبعا٢١٢

ألا تخافون قوما لا أبا لكم ... أمسوا إليكم كأمثال الدبا سرعا٢١٣

أبناء قوم تأووكم على حنق ... لا يشعرون أضر الله أم نفعا

أحرار فارس أبناء الملوك لهم ... من الجموع جموع تزدهي القلعا٢١٤

فهم سراع إليكم: بين ملتقط ... شوكا، وآخر يجني الصاب والسلعا٢١٥

لو أن جمعهم راموا بهدته ... شم الشماريخ من ثهلان لانصدعا٢١٦

في كل يوم يسنون الحراب لكم ... لا يهجعون إذا ما غافل هجعا

خرز عيونهم كأن لحظهم ... حريق غاب ترى منه السنا قطعا٢١٧

لا الحرث يشغلهم، بل لا يرون لهم ... من دون بيضتكم ريًّا ولا شبعا٢١٨

وأنتم تحرثون الأرض عن سفه ... في كل معتمل تبغون مزدرعا

وتلقحون حيال الشول آونة ... وتنتجون بدار القلعة الربعا٢١٩

وتلبسون ثياب الأمن ضاحية ... لا تفزعون وهذا الليث قد جمعا

وقد أظلمكم من شطر ثغركم ... هول له ظلم تغشاكم قطعا.


٢١١ التخليل: التخصيص، من خلل المطر إذا خص ولم يكن عاما. والسراة: جمع سري وهو الشريف.
٢١٢ تعجبون بها: تسرون وتزهون. الوعث: الأرض المسترخية الرطبة، والطبع: الوسخ، ومراده هنا الغثاء والكدر.
٢١٣ الدبا: أصغر ما يكون من الجراد، والنمل. السرع، بفتح السين وكسرها: ضد البطء.
٢١٤ ازدهيت فلانًا: تهاونت به. القلع: السحاب العظيم.
٢١٥ الصاب والسلع: شجران مران، كنى بهما عن السلاح.
٢١٦ الهدة: الصوت الشديد، تسمعه من سقوط ركن أو حائط، أو ناحية جبل، وهي الجلبة، يريد كثرة عددهم. الشماريخ: جمع شمراخ بكسر الشين، وهي رءوس الجبال. ثهلان: جبل يضرب به المثل في العلو. انصدع: انشق.
٢١٧ الخزر: كسر العين بصرها. الغاب: جمع غابة وهي الأجمة ذات الشجر المتكاثف.
٢١٨ البيضة هنا كناية عن عقر الدار ومحله القوم.
٢١٩ الحيال: جمع حائل وهي غير الحامل، والشول: جمع شائل، وهي الناقة التي ترفع ذنبها للفحل تطلب اللقاح. القلعة. مكان غير مستوطن: والقوم على قلعة: أي على رحلة. الربع الفصيل ينتج في الربيع، وهو أول النتاج.

<<  <   >  >>