للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماذا يرد عليكم عز أولكم ... إن ضاع آخره أو ذل واتضعا

يا قوم لا تأمنوا إن كنتم غيرًا ... على نسائكم كسرى وما جمعا٢٣١

يا قوم بيضتكم لا تفجعن بها ... إني أخاف عليها الأزلم الجذعا٢٣٢

هو الجلاء الذي يجتث أصلكم ... فمن رأى مثل ذا رأيا ومن سمعا

قوموا قيامًا على أمشاط أرجلكم ... ثم افزعوا، قد ينال الأمن من فزعا٣٣٣

وقلدوا أمركم، لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا٣٣٤

لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا٢٣٥

لا يطعم النوم إلا ريث يبعثه ... هم يكاد سناه يقصم الضلعا٢٣٦

مسهد النوم تعنيه أموركم ... يروم منها إلى الأعداء مطلعا٢٣٧

ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره ... يكون متبعًا طورًا ومتبعا٢٣٨

حتى استمرت على شزر مريرته ... مستحكم الرأي لا قحمًا ولا ضرعا٢٣٩

وليس يشغله مال يثمره ... عنكم ولا ولد يبغي له الرفعا٢٤٠

كمالك بن قنان أو كصاحبه ... عمرو القنا يوم لاقى الحارثين معا

إذ عابه عائب يوما فقال له ... دمث لجنبك قبل الليل مضجعا٢٤١


٢٣١ الغير: جمع غيور
٢٣٢ الأزلم الجذع: الدهر لأنه جديد أبدًا. ويريد به هنا كسرى.
٢٣٣ الأمشاط: جمع مشط وهي سلاميات ظهر القدم، والسلاميات: عظام الأصابع واحدتها سلامى.
٢٣٤ الدر: اللبن، ولله دره: دعاء بكثرة الخير. فلان يضطلع بكذا: تقوى أضلاعه على حمله.
٢٣٥ المترف: من الترفة: وهي النعمة. وأترفته: أطغته. خشع: خضع وذل.
٢٣٦ الريث الإبطاء، والمقصود أنه لا ينام إلا بمقدار ما يدعى فيجيب، قصم الشيء: كسره. الضلع بوزن عنب: واحد الضلوع.
٢٣٧ السهاد: الأرق. المطلع بالتشديد، الموضع الذي تشرف منه على الشيء.
٢٣٨ حلب فلان الدهر أشطره: مرت عليه ضروب من خيره وشره، وأصل ذلك من أخلاف الناقة، لها خلفان آخران، فكل خلفين شطر.
٢٣٩ الشزر: فتل الحبل مما على اليسار، وذلك أشد لفتله. المريرة: من إمرار الحبل أي شدة فتله، والمراد استحكم أمره، وقويت شكيمته. القحم: الشيخ الهرم. الضرع: الرجل الضعيف.
٢٤٠ الرفع: جمع رفعة، وهي ضد الضعة.
٢٤١ دمث الشيء. مرسه حتى يلين، هذا الشطر مثل يضرب لأخذ الأهبة والاستعداد للأمر قبل وقوعه.

<<  <   >  >>