للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفى الذم عن آل المحلق جفنة ... كجابية السيح العراقي تفهق٣١٠

يروح فتى صدق ويغدو عليهم ... بملء جفان من سديف يدفق

وعاد فتى صدق عليهم بجفنة ... وسوداء لأيا بالمزادة تمرق٣١١

ترى القوم فيها شارعين ودونهم ... من القوم ولدان من النسل دردق

طويل اليدين رهطة غير ثنية ... أشم كريم جاره لا يرهق

كذلك فافعل ما حييت إليهم ... وأقدم إذا ما أعين الناس تبرق٤١٢

كان الحديث عن صفات البطولة والمروءة والإيقاع بالأعداء والكرم والسخاء صاحب النصيب الأوفى في شعر المدح، وذلك هو ما نجده في كل من الفخر والرثاء، وضد ما في الهجاء. وذلك يرينا كيف كان العرب في ذلك العصر يقدرون هذه الصفات، ومدى أهميتها لهم في حياتهم ومعيشتهم.

وأغلب الشعر هنا من إنتاج النابغة الذبياني. وزهير بن أبي سلمى. والأعشى وهم الشعراء الذين شاع عنهم التكسب بالشعر في الجاهلية. أما الأقلية الباقية من شعر المدح فمن إنتاج قلة من الشعراء. قال كل منهم شيئًا في مناسبة معينة خاصة. على خلاف الحال عند هؤلاء الثلاثة.

وهناك فرق واضح بين مدح الشعراء الذي لم يخصصوا أنفسهم لمدح شخص معين. ومدح هؤلاء الشعراء الثلاثة الذين اشتهروا بالمدح والتكسب بالشعر. فمع أن الجميع يشتركون في المدح بالشجاعة والقوة والحزم والحكمة في الحرب والصبر على الشدائد، وغير ذلك من صفات


٣١٠ رونق السيف طلاوته وماؤه وبريقه الذي يتلألأ متموجًا. متن السيف صفحته. أوب أرجع. المحل القحط والجفاف. السرح الإبل، أرجعوها لأنهم لا يجدون لها مكانًا معشبًا ترعاه. السملقة والسملق القاع الصفصف المستوي من الأرض. الجابية الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل لتشرب منه. السيح النهر. فتق الإناء: امتلأ حتى صار يتصبب.
٣١١ الجفان جمع جفنة وهي القصعة التي يقدم فيها الطعام. السديف شحم السنام. سوداء يقصد القدر، وهي سوداء الظاهر لكثرة استعمالها في الطبخ لأنه يطعم ضيفانه دائمًا. اللأي الشدة والبطء والمشقة. المزادة الراوية، وهي قربة من جلدين يوصلان بثالث بينهما ليوسعها. مرق القدر أكثر مرقها. يقول إنه هذه القدر لا يكاد يصب عليها من ماء القربة إلا القليل. فالقدر مملوءة لحمًا وطعامًا وهو لا يكثرها بالماء.
٣١٢ شرع الرجل في الماء شرب بكفيه أو تناوله بفمه، الدردق: الأطفال والصغير من كل شيء. ثنية جمع ثنى "بكسر ففتح" وهو من دون السيد في المرتبة. رهقه اتهمه بشر. أو حمله ما لا يطيق. برق كعلم تحير حتى لا يطرق، أو دهش فلم يبصر.

<<  <   >  >>