للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرق العين خيال لم يقر ... طاف والركب بصحراء يسر٤٣٢

جازت البيد إلى أرحلنا ... آخر الليل بيعفور خدر٤٣٣

ثم زارتني وصحبي هجع ... في خليط بين برد ونمر٤٣٤

تخلس الطرف بعيني برغز ... وبخدي رشأ آدم غر٤٣٥

وعلى المتنين منها وارد ... حسن النبت أثيث مسبكر٤٣٦

ولها كشحا مهاة مطفل ... تقتري بالرمل أفنان الزهر٤٣٧


٤٣٢ أرق العين: أسهرها. خيال: رؤيا رآها وهو نائم. لم يقر: من الوقار، وهو الرزانة، أي لم يكن هادئًا رزينًا. الركب: ركاب الإبل. والصحراء: الأرض المستوية في لين وغلظ، أو الفضاء الواسع، لا نبات فيه. يسر: موضع قريب من اليمامة يقول بعد أن استقر أهلها الراحلون في موضع صحراوي قريب من اليمامة لم يهدأ خيالها، بل خف وطرقني، والقوم هجوع، فأرقني وطرد النوم عني.
٤٣٣ جازت: سارت، وسلكت. البيد: جمع بيداء، وهي الفلاة. وجازت البيد: أي المرأة، والمقصود خيالها. يعفور: ظبي تعلوه حمرة. خدر: فاتر العظام، بطيء عند القيام. يعني أنها بخيالها، قد قطعت الصحاري والقفار حتى وصلت إلى دياره في صورة ظبي، جميل الخلقة، خدر الجسم كالسكران.
٤٣٤ هجع: جمع هاجع، أي ينام. برد: ثوب مخطط، أو أكسية يلتف بها. نمر: جمع نمرة، وهي حبرة. أو شملة بها خطوط بيض وسود، أو بردة تلبسها الأعراب. وخليط بين برد ونمر: أي حينما جاءته كان أصحابه النائمون معه مختلطين، بعضهم يلتحف بالبرد، وبعضهم بالنمر. أو أنها، هي، جاءته في ثياب مختلطة، فيها الثوب المخطط والموشى، أو الحبرة، والشملة، واللحاف.
٤٣٥ تخلس الطرف: تسرق النظر: برغز: ولد البقرة، شبه عينها بعينه في السعة، وسواد السواد، وبياض البياض، الرشأ: الغزال إذا اشتد ومشى مع أمه. آدم: أبيض البطن، أسمر الظهر، وشبه خديها بخديه في أسالتهما. غر: غافل، لحداثة سنه. يقول: ولهذه الحبيبة عينان واسعتان، فيهما حور، ولا تنظران إلا خلسة، وفي خديها أسالة وصفاء، وهي نفسها كلها براءة ونقاء.
٤٣٦ المتنان: ما اكتنف الصلب من اللحم. وارد: شعر منسدل ساقط على المتنين، وقيل سمي واردًا لأنه ورد العجيزة. أثيث: ملتف كثير الأصول. مسبكر: ممتد طويل. أي، ولها شعر كثيف ينسدل على متنيها.
٤٣٧ الكشح: الخاصر. مهاة: بقرة وحشية، شبه كشح المرأة بكشح المهاة في طيه واستوائه. مطفل: ذات طفل أي ولد صغير، وقصد ذات الولد لأنها تحن إليه وتنفرد به، وذلك يظهر حسنها أكثر مما لو كانت في قطيعها. تقتري: تتبع. أفنان: جمع فنن، وهو الغصن. والزهر: نور كل نبات، ويقصد بذلك أنها في خصب. أي ولهذه المرأة خاصرتان مطويتان مستويتان، وهي تتمتع بجمال ساحر، وتعيش في ترف ونعيم.

<<  <   >  >>