٤٣٩ أكناف: جمع كنف، وهي النواحي، خفاف واللوى: موضعان. مخرف: نتجت في فصل الخريف، أو دخلت في الخريف، وذلك هنا صفة للمهاة. تحنو: تعطف. رخص الظلف: ولد صغير لم يشتد ظلفه بعد. حر: كريم عتيق. وإذا عطفت المهاة على ولدها وخذلت القطيع كان أبين لحسنها. أي هي كمهاة تعيش بين نواحي خفاف واللوى، في فصل الخريف، ولها ولد صغير تحنو عليه؛ يقصد أنها امرأة في غاية الحسن والجمال، ديارها تفيض بالخير، وأوقاتها جميلة سعيدة. ٤٤٠ نجدة: شدة. المسبكر: التام المكتمل. يقصد أنها ساكنة الطرف، لا تكاد ترفع طرفها، فإذا كلفت ذلك اشتد عليها لنعمتها ورقتها. ولما بهره جمالها الشديد، لم يتمالك الشاعر نفسه من أن يصيح كالمستغيث متعجبًا من حسنها. ٤٤١ قاظوا: أقاموا زمن القيظ وهو الحر. شتوا: أقاموا زمن الشتاء. ذات الحاذ: أرض الحاذ، وهو شجر، واحدته حاذة. وقر: موضع. وثنياه: جانباه. يقصد أن قومها، وهي معهم، يقضون الصيف في نجد، ويقضون الشتاء في هذه البقعة المملوءة بأشجار الحاذ من منطقة وقر. ٤٤٢ أحيانها: كل حين ووقت. والراح: الخمر؛ سميت بذلك لأن شاربها يرتاح للسخاء أي يهش له وصفوة الراح: ما صفا منها. ملذوذ: لذيذ. خصر: بارد. أي أن حبيبها يجد في حبها لذة ومتعة في كل وقت، كلذة ما صفا من الراح حينما يمزج بماء بارد. "ويقصد طرفة بحبيبها هنا نفسه". ٤٤٣ تنوله: تعطه. تريه النجم يجري بالظهر. أي يظل بسبب منعها إياه في مشقة كأنه يري الكواكب نهارًا، أي يغشاه الهم والحزن فيظلم عليه نهاره فتبدو له الكواكب بالنهار كما تبدو بالليل، والشاعر هنا يقصد نفسه كذلك، أي أنها إن تصله وتسمح له بما يريد مرة، فقد تشتد عليه وتمنعه أخرى، فتضيق أمامه السبل، وتظلم الدنيا في وجهه. ٤٤٤ عسكرة: شدة وحيرة، والعساكر: أهوال وهموم يركب بعضها بعضًا. نأت: بعدت. ثم تألم الشاعر أشد الألم من بعد دارها عنه فصاح قائلًا: ما أبعد مزار الحبيبة التي لا يغيب عني ذكرها. يقول: إن حبها قد ملك عقله وقلبه، فأصبح في حيرة وشدة، وأحاطت به الهموم والأهوال بسبب فراقها.