للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلئن شطت نواها مرة ... لعلى عهد حبيب معتكر٤٤٥

بادن تجلو إذا ما ابتسمت ... عن شتيت كأقاحي الرمل غر٤٤٦

بدلته الشمس من منبته ... بردًا أبيض مصقول الأشر٤٤٧

وإذا تضحك تبدي حببًا ... كرضاب المسك بالماء الخصر٤٤٨

صادفته حرجف في تلعة ... فسجا وسط بلاط مسبطر٤٤٩

وإذا قامت تداعى قاصف ... مال من أعلى كثيب منقعر٤٥٠

تطرد القر بحر صادق ... وعكيك القيظ إن جاء بقر٤٥١


٤٤٥ شطت: بعدت. نواها: جهتها. معتكر: عاطف على حبها. يقصد أنها إن بعدت دارها عنه، فإنه سيظل محافظًا على عهد الحب والوفاء لها.
٤٤٦ بادن: كاملة البدن، ضخمة الجسم. تجلو: تكشف وتظهر. شتيت: ثغر مفلج الأسنان. الأقاحي: جمع أقحوان وقحوان، وهو البابونج، نبت له نور تشبه به الأسنان في البياض والرقة والصفاء. وأقحوان الرمل أحسن من غيره. غر: بيض. يقول: وهذه الحبيبة ممتلئة الجسم، وثغرها جميل، وأسنانها مفلجة بيضاء ناصعة.
٤٤٧ بدلته الشمس: يعني الثغر، وكان الواحد منهم إذا سقطت له سن قذف بها نحو الشمس. وقال: يا شمس أعطيتك سنا من عظم، فأعطني سنًّا من فضة. بردًا: أي أسنانًا كالبرد. وهو قطع الثلج الصغيرة التي تتساقط من الغمام. والمصقول: الأملس البراق. والأشر: تحريز في أطراف الأسنان سواء أكان خلقة أو مصنوعًا. يقول: وأسنانها التي نبتت بعد أسنان الولادة، صغيرة، شديدة البياض، وفي أطرافها تحريز يزيدها حسنًا وجمالًا.
٤٤٨ الحبب: ماء الأسنان. رضاب المسك: فتاته وقطعه. يريد أن فمها كثير الريق، وإذا قل ريق الفم تغيرت رائحته. الخصر: البارد. شبه ماء فمها في طيب رائحته وبرده بالماء البارد ممزوجًا برضاب المسك. يقول: وريقها عذب، بارد، طيب الرائحة كالمسك.
٤٤٩ حرجف: ريح باردة شديدة. القلعة: سيل الماء إلى الوادي. سجا: سكن واستقر. البلاط: الأرض المستوية. والمسبطر: السهل الممتد يصف هذا الماء البارد بأنه استقر في بلاط، فصفا، وهبت عليه ريح شديدة فزادت برودته.
٤٥٠ تداعى: مال وانهال والقاصف: ما انقصف من الرمل أي مال. والكثيب: رمل مجتمع. والمنقعر: المنقلع عن أصله. يشير الشاعر هنا إلى ما هي فيه من نعمة وسعة، فيقول إن جسمها متراكم في لين وسهولة كأنه رمل ينهال من لينها ونعمتها.
٤٥١ القر: البرد. والعكيك: الشديد الحر الذي يأخذ بالنفس وقت سكون الريح. أي درجة حرارة جسمها مكيفة بالقدر المناسب في الحر والبرد وذلك مثل قول الآخر:
سخنة في الشتاء باردة الصيـ ... ـف سراج في الليلة الظلماء

<<  <   >  >>