طبيعتها أو أخلاقها ما يغضب الآخرين، بل كل أفعالها، وأقوالها، وأخلاقها محمودة فأحبها جميع الناس، وهي تمتاز بالحياء الكامل فهي في غاية الحشمة والأدب، إذا مشت لا تكون متبهرجة ولا متبرجة، فتحافظ على قناعها، ولا تتلفت في أي اتجاه، وهي كريمة تؤثر جيرانها على نفسها، وتحافظ في إهدائها على كرامة من تقدم له الهدية، فتقدم أعز ما لديها لجارتها، في وقت لا يراها فيه أحد، وبيتها كله طهارة وشرف، فهي تتصف بالعفة والنقاء، وفي منتهى البعد عن أدنى شبهة أو ظن، ويبدو حياؤها واضحًا في مشيها، فهي إذا مشت، لا تنظر إلا أمام قدمها، كأنها من شدة حيائها تبحث عن شيء ضاع منها، ولا تتحدث عن زوجها إلا بكل ما يصوره عظيمًا كريمًا. وسيرتها حلوة، ودرجتها عالية بين قريناتها، وهي في معاملتها لزوجها في منتهى الكمال، لا تبرح بيتها إلا بعلمه، وتتحرى ما يرضيه ويسره، وتعامله في غيبته كما لو كان موجودًا، وعند عودته إليها يعود وقلبه متلهف لرؤيتها؛ لأنه يحس السعادة الحقيقة في وجوده معها، وقد قال الأصمعي: هذه الأبيات أحسن ما قيل في خفر النساء وعفتهن.