للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عني ويجزيني

ماذا علي وإن كنتم ذوي رحمي ... ألا أحبكم إذ لم تحبوني

لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعًا ترويني

ولي ابن عم لو أن الناس في كبد ... لظل محتجزًا بالنبل يرميني٥٣٣

يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حيث تقول الهامة اسقوني

درم سلاحي فما أمي براعية ... ترعى المخاض، وما رأيي بمغبون ٥٣٤

إني أبي أبي ذو محافظة ... وابن أبي أبي من أبيين

لا يخرج القسر مني غير مأبية ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

عف ندود إذا ما خفت من بلد ... هونًا فلست بوقاف على الهون٥٣٥

كل امرئ صائر يومًا لشيمته ... وإن تخلق أخلاقًا إلى حين

إنى لعمرك ما بابي بذي غلق ... عن الصديق ولا خيري بممنون

وما لساني على الأدنى بمنطلق ... بالمنكرات، وما فتكي بمأمون

عندي خلائق أقوام ذوي حسب ... وآخرون كثير كلهم دوني

وأنتم معشر زيد على مائة ... فأجمعوا أمركم شتى فكيدوني

فإن علمتم سبيل الرشد فانطلقوا ... وإن جهلتم سبيل الرشد فائتوني

يا عمرو لو لنت لي ألفيتني بشرًا ... سمحا كريما أجازي من يجازيني

والله لو كرهت كفي مصاحبتي ... لقلت إذ كرهت قربى لها: بيني

وقد تقع الواقعة بين الأسرة الواحدة، فتشغل بالهم، وتقض مضجعهم وقد تفرق شملهم، وتورث العداوة والبغضاء بينهم، كما حدث بسبب ناقة البسوس، إذ قتل جساس بن مرة كليبًا زوج أخته جليلة٥٣٦.

قالوا: لما قتل كليب اجتمع نساء الحي للمأتم فقلن لأخت كليب: رحلي جليلة عن مأتمنا فإن


٥٣٣ الكبد بفتح الباء: الشدة والمشقة. المحتجز: الذي يشد وسطه بثوب أو نحوه.
٥٣٤ درم: جمع أدرم، وهو المستوي، أراد جودة سلاحه.
٥٣٥ ندود: شرود نفور.
٥٣٦ الأغاني حرب البسوس.

<<  <   >  >>