للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنك لن تنال المجد حتى ... تجود بما يضن به الضمير٥٦٥

بنفسك أو بمالك في أمور ... يهاب ركوبها الورع الدثور٥٦٦

وجاري لا تهيننه، وضيفي ... إذا أمسى وراء البيت كور٥٦٧

يئوب إليك أشعث جرفته ... عوان لا ينهنهها الفتور٥٦٨

أصبه بالكرامة واحتفظه ... عليك، فإن منطقه يسير٥٦٩

وإن من الصديق عليك ضغنا ... بدا لي، إنني رجل بصير٥٧٠

بأدواء الرجال إذا التقينا ... وما تخفي من الحسك الصدور٥٧١

فإن رفعوا الأعنة فارفعنها ... إلى العليا، وأنت بها جدير٥٧٢

وإن جهدوا عليك فلا تهبهم ... وجاهدهم إذا حمي القتير٥٧٣

فإن قصدوا لمر الحق فاقصد ... وإن جاروا فجر حتى يصيروا٥٧٤

وفي وجوب الوفاء بالوعد، والحرص على رضا الناس، وإكرام الجار، وتحاشي الغيبة، وتجنب الرياء، والتزام الحلم على الجهال، يقول المثقب العبدي٥٧٥:


٥٦٥ تجود: تسخو وتسمح. يضن: يبخل ويشح. الضمير: يقصد هنا النفس البشرية.
٥٦٦ الورع: الخائف المتحرج. الدثور: الخامل النئوم. يهاب: يخشى ويخاف.
٥٦٧ الكور: كور الرجل، وهو خشبه وأداته، يقول: احفظ جارك. وضيفك، فلا تهنهما، وأكرمهما، حتى في أيام الشدة التي لا يهتم فيها أحد بحفظ الجار. ولا قرى الضيف، فيرمي بأكوارهم وراء البيت. وكان الضيف في العادة إذا نزل بقوم نزل بأدبار البيوت حتى يهيأ له مكانه.
٥٦٨ يئوب: يرجع ويقصد هنا يأتي. أشعث: في حال سيئة، وأصله اليابس من جفوف الشعر لفقد الدهن. جرفته: أذهبت ماله. عوان: ليست بأول، يقصد مصيبة نزلت به مرة بعد مرة. لا ينهنهها: لا يردها. الفتور: السكون.
٥٦٩ احتفظه عليك: خص نفسك به. يسير: يشيع وينتشر. يقول: إن مدحك أو ذمك سار قوله في الناس وحفظه الرواة.
٥٧٠ ضغنا: حقدًا وعداوة. بصير: خبير.
٥٧١ أدواء: جمع داء وهو المرض. الحسك: الشوك، ويقصد هنا الحقد والعدواة.
٥٧٢ رفعوا الأعنة: أعلوها، وهذا مثل، يقصد: إن سابقوك إلى المجد فاسبق إلى المنزلة العليا، وأنت لها كفء، وبها أحق.
٥٧٣ القتير: رءوس مسامير الدروع. جهدوا: اشتدوا. لا تهبهم: لا تتركهم.
٥٧٤ قصدوا: توجهوا وأرادوا. لمر الحق: يقصد أن تثبيت الحق والمحافظة عليه من الأمور الشاقة كالأشياء المرة التي لا تقبلها النفس بسهولة. يصيروا: يرجعوا ويعودوا إلى الحق.
٥٧٥ المفضلية رقم ٧٧.

<<  <   >  >>