للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتابه "المبسوط" -وهو من أوائل تأليفاته- فرضية، وأعجب به، وحمد أثره فيه، فقد قال البَيْهقي في مقدمة "معرفة السنن والآثار" (١/ ١٢٦): وقد وقع الكتاب الأوّل و"المبسوط" إلى أستاذي في الفقه الشّيخ الإمام الشريف أبي الفتح ناصر بن الحسين العمري فرضيه، وحمد أثري فيه.

وقد اجتهد علماء عصره على سماع كتبه منه، فوجِّهت إليه الدّعوة إلى بلدته ببيهق سنة إحدى وأربعين وأربعمائة (٤٤١ هـ) من علماء نيسابور، وطلبوا منه الانتقال إليها لسماع كتاب "المعرفة" وغير ذلك من تصانيفه، فأجاب دعوتهم، وعقدوا له المجلس لسماع الكتاب، وحضره الأئمة والفقهاء، وأكثروا الثّناء عليه، والدعاء له في ذلك لبراعته ومعرفته وإفادته.

قال عبد الغافر الفارسي في "السياق": استدعى منه الأئمة في عصره الانتقال إلى نيسابور من الناحية، لسماع كتاب "المعرفة" - لاحتوائه على أقاويل الشّافعيّ على ترتيب "المختصر" الّذي صنفه المزني بذكر المواضع الّتي منها نقلها من كتب الشّافعيّ، وذكر حججه ودلائله من الكتاب والسُّنَّة وأقاويل الصّحابة والآثار الّتي خصه الله تعالي بجمعها وبيأنّها وشرحها -، وغير ذلك من تصانيفه، فعاد إلى نيسابور سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وعقدوا له المجلس لقراءة ذلك الكتاب، وحضره الأئمة والفقهاء، وأكثروا الثّناء عليه والدعاء له في ذلك لبراعته ومعرفته وإفادته. (١) وقال الذهبي في "تاريخه" (٣٠/ ٤٤١): أقام مدة ببيهق يصنف كتبه، ثمّ إنّه طُلِب إلى نيسابور لنشر العلم بها فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة،


(١) "المنتخب" من "السياق" ص (١٠٤)، "الأربعين" للحافظ شرف الدِّين المقدسي ص (٥١٦).

<<  <   >  >>