للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاجتمع الأئمة وحضروا مجلسه لقراءة تصانيفة.

وقد تكررت هذه الحاديثة أكثر من مرّة، وإلي أواخر حياته، قال الذهبي في "النُّبَلاء" (١٨/ ١٦٨): وقد قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور، وتكاثر عليه الطلبة، وسمعوا منه كتبه. وقال الإسنوي في "طبقاته" (١/ ٩٨): أول تصنيفه في سنة ست وأربعمائة، ثمّ طلب إلى نيسابور في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة لنشر العلم؛ فأجاب وأقام بها مدة، وحدَّث بتصانيفه ثمّ عاد إلى بلده، ثمّ قدم نيسابور، ثانيًا، وثالثًا.

وقد استمرت عناية العلماء بكتب الإمام البَيْهقي من عصره إلى عصرنا، فقد أنفق شيخه أبو محمَّد الجويني -والد إمام الحرمين- على تحصيل كتاب "السنن الكبرى" مبلغًا كبيرًا من المال، ولما قرأه ارتضاه، وشكر سعيه فيه، قال البَيْهقي في مقدمة "السنن والآثار" (١/ ١٢٧): ووقع الكتاب الثّاني، وهو كتاب "السنن" إلى الشّيخ الإمام أبي محمَّد عبد الله بن يوسف الجويني بعد ما أنفق على تحصيله شيئًا كثيرًا، فارتضاه وشكر سعيي فيه، فالحمد لله على هذه النعمة حمدًا يوازيها، وعلى سائر نعمه حمدًا يكافيها.

وقال الذهبي في "النُّبَلاء" (١٨/ ١٦٨): وجُلِبَتْ -يعني كتبه- إلى العراق والشام والنواحي، واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي، وسمعها من أصحاب البَيْهقي، ونقلها إلى دمشق هو وأبو الحسن المرادي.

وقال السمعاني في "الأنساب" (١/ ٤٦١ - ٤٦٢): هي مشهورة مجودة في أيدي النَّاس، أدركت عشرة نفر من أصحابه الذين حدثوني عنه.

قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: وآخر عناية بها في عصرنا طباعتها ونشرها وخدمتها بالفهرسة والدراسة.

<<  <   >  >>