للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"قلت: لقد صدق عز الدِّين، وثالثهما: "السنن الكبير" للبيهقي، ورابعها: "التمهيد" لابن عبد البرّ، فمن حصَّل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقًا. وقال في "النُّبَلاء" - أيضًا - في ترجمته ابن سيد النَّاس محمَّد اليعمري: وكان عنده كتب نفيسه وأصول جيدة، منها: ... "السنن الكبير" للبيهقي. وقال في "التذكرة" (٣/ ١١٣٢): وعمل كتبًا لم يسبق إلى تحريرها منها ... ، "السنن الكبير" عشر مجلدات. وقال الشعراني في "الميزان" (١/ ٦٨)، "السنن الكبرى" ألفها البَيْهقي بقصد الاحتجاج لأقوال الأئمة وأقوال أصحابهم. وقال الفاداني المكي في "سد الأرب في علوم الإسناد والأدب" ص (١١٥) في الثّناء عليها وعلى "السنن الصغرى": لم يصنَّف في الإسلام مثلهما. وكذا قال الكتاني في "الرسالة" ص (٣٣)، وزاد: و"الكبرى" مستوعبة لأكثر أحاديث الأحكام.

وقد كان الفراغ من تصنيفه لها يوم الاثنين، الثّاني عشر من جمادى الآخرة سنة ٤٣٢هـ, كذا في آخر "السنن الكبرى" (١٠/ ٣٥١)، وقد سبقها بتصنيف كتاب "المبسوط"، فقد قال في مقدمة "معرفة السنن والآثار" (١/ ١٢٦ - ١٢٦) فقد وقع الكتاب الأوّل وهو"المبسوط" إلى أستاذي في الفقه الشّيخ الإمام الشريف أبي الفتح ناصر بن الحسين العمري، فرضيه وحمد أثري فيها، ووقع الكتاب الثّاني وهو كتاب "السنن" إلى الشّيخ الإمام أبي محمَّد عبد الله بن يوسف الجويني بعد ما أنفق على تحصيله شيئًا كثيرًا، فارتضاه وشكر سعيي فيه.

ولما كان هذا الكتاب بهذه الأهمية تتابع العلماء على خدمته وتهذيبه،

<<  <   >  >>