وقال أبو زكريا يحيى بن مَنْدة في "تاريخ أصبهان": قدم أصبهان، وسمع من أبي نعيم، وأبي بكر بن علي، ومن في وقتهما، حافظ للحديث، رحل وكتب الكثير وسمع. وقال أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي: كان ثقة خيارًا. وقال أبو سعد السمعاني في "تاريخ مرو": من أهل نيسابور، الأمين المتقين الثقة المحدث، الصُّوفي، نسيج وحده؛ في طريقته وجمعه وإفادته، ... ، وكان يقيم مجالس الحديث وتقرأ عليه، وكان إذا فرغ يجمع ويصنف ويقيد، وكان حافظًا ثقةً، دينًا خيرًا، كثير السماع، واسع الرِّواية، جمع بين الحفظ والإفادة والرحلة، وكتب الكثير بخطه، ثمّ ذكر جماعة كثيرة ممّن سمع عليه، بجرجان، والرَّي، والعراق، والحجاز، والشام، ثمّ قال: كما يَنْطِق به تصانيفه وتخريجاته، ولم يتفرَّغ للإملاء لاشتغاله بالمُهِمَّات الّتي هو بصددها، ثمّ ذكر جماعة رووا عنه ثمّ قال: وصنف التصانيف، وجمع "الفوائد"، وعمل التواريخ، منها: كتاب "التاريخ" لبلدنا مرو، ومُسوَّدتُه عندنا بخطه، وصحب جماعة من المشايخ الكبار، من مشايخ العراق والشام، وكان حسن السيرة، مليح المعاشرة، حسن النقل والضبط، وأثنى عليه ثناءً طويلًا، ثمّ قال: قرأت بخط أبي جعفر محمَّد بن أبي علي الحافظ بهمذان: سمعت الشّيخ التركي أبا بكر بن أبي إسحاق المزكي يقول: ما يقدر أحد يكذب في الحديث في هذه البلدة -يعني نيسابور-، وأبو صالح المؤذن حيّ؛ لأنّه كان يذب الكذب عن حديث رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -.
قال: وقرأت بخط أبي جعفر -أيضًا -: سمعت الشّيخ الإمام أبا المظفر منصور بن محمَّد بن عبد الجبار السمعاني المروزي يقول: إذا دخلتم على أبي صالح المؤذن فادخلوا بالحرمة يُغْفر لكم بغير مهلة، فإنّه نجم الزّمان،