داود"، وكان عمِّي يثني عليه كثيرًا. وقال: سمعت منه المسندات الثّلاثة الّتي للحسن بن سفيان. وقال عبد الغفار الفارسي: أحد حفاظ زمانه، وفرسان أهل الحديث من أقرانه، كتب الكثير، وصنف على "الصحيحين" وعلى "جامع التّرمذيّ"، وجمع الأبواب، وخرج الفو ائد للمشايخ، وانْتَخب عليهم، دخل نيسابور تاجرًا في أيّام شبابه، وحياة ابن نجيد، والسَّرَّاج، ولم يكن قصده طلب الحديث، فكتب لأهل بلده عنهم الأمالي، ولم يكتب لنفسه، وعاد إلى أصبهان فنشط لطلب الحديث، فسمع بها من ابن المُقرئ وطبقته، وعاد إلى نيسابور فسمع من أبي عمرو بن حمدان، ولزم مسجد الحاكم أبي أحمد، واستفاء منه، وأكثر السماع عنه وعن طبقته، وسمع بنسا "مسند الحسن بن سفيان" وأبي القاسم الفقيه، وخرج إلى هراة وما وراء النهر، فكتب الكثير، ثمّ عاد إلى نيسابور واستوطنها، واشتغل بالتصنيف والتخريج، وصار من الحفاظ والأئمة المعروفين المذكورين في الصنعة، عقد مجلس الإملاء بعد موت أبي حازم العبدوي في مدرسة أبي سعد الزاهد في سكة خركوش فأملى سنين، وقرئ عليه الكثير، وتخرج به جماعة من التلامذة، وظهرت بركة علمه وإتقانه وحفظه وحسن نصيحته ووفور ديانته، وبقي كذلك إلى أنّ توفي، وما أدرك إسناد صباه لاشتغاله بالتجارة، وقد ذكره الحاكم وأثنى عليه، ولكنه بقي مدة بعده، واشتهر اشتهارًا ظاهرًا وقد فات والدي السماع منه مع إمكانه. وقال السمعاني: كان من الحفاظ المكثرين، وكان إمامًا فاضلًا مكثرًا من الحديث. وقال ابن الصلاح: كان أحد الحفاظ المجودين، ومن أهل الورع والدين. وقال ابن عبدالهادي: الإمام الحافظ البارع. وقال الذهبي: كان إمامًا في هذا الشأن، واسع