وأبو عبد الله محمَّد بن سلامة بن جعفر القضاعي المصري.
قال حمزة السهمي في "تاريخ جرجان": قدم جرجان دفعات، وكان أول دخوله جرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، سمع من: الإمام أبي بكر الإسماعيلي كثيرًا من كتبه، ومن أبي أحمد بن عدي الحافظ كتاب "الكامل" و"معجمه" و"أحاديث مالك" وغير ذلك، ورحل رحلات كثيرة إلي أصبهان والبصرة وبغداد والكوفة والشام ومصر، وا لحجاز، وفارس، وخوزستان، وخراسان، وما وراء النهر، وآخر دخوله جرجان راجعًا من خراسان سألته أنّ يقيم بجرجان فأبى، وحمل جميع كتبه الّتي كانت عندي وديعة من سماعاته بجرجان، ورأى كتابي هذا فاستحسنه، وسألني أنّ أكتب اسمه في هذا الكتاب فأثبت اسمه فيه، لما كان بيي وبينه الصداقة والصحبة القديمة بجرجان ونيسابور والعراق ومصر، وخرج من جرجان سنة سبع وأربعمائة إلى أصبهان، والعراق والشام. وقال الخطيب في "تاريخه": أحد الرحالين في طلب الحديث، والمكثرين منمع كتب ببلاد خراسان، وما وراء النهر، وببلاد فارس، وجرجان والري وأصبهان، والبصرة وبغداد والكوفة والشامات ومصر، ولقي عامة الشيوخ والحفاظ الذين عاصرهم، ... ، وكان قد سمع وكتب من الكتب الطوال، والمصنفات الكبار؛ ما لم يكن عند غيره، وقدم بغداد دفعات كثيرة، وآخر ما قدم علينا في سنة تسع وأربعمائة، وسمعنا منه في رباط الصُّوفِية الّذي عند جامع المنصور، فإنّه كان نزل هناك، ثمّ خرج إلأى مكّة، ومضى منها إلى مصر، فأقام بها حتّى مات بمصر، وكان ثقة صدوقًا متقنًا خيرًا صالحًا. وقال المبارك بن عبد الجبار الصيرفي: سمعت عبد العزيز بن علي الأزَجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني