جال في طلب العلم ولقاء المشايخ إلى نيسابور وأصبهان، وبغداد والشام ومصر والحرمين، وحصَّل، وله معرفة وفهم، جمع وصنف، وكان ذا صدقٍ وورع وإتقان، حَصَّل المسانيد الكبار، وقد ألف أربعين حديثًا كلّ حديث من طريق صوفي معتبر، وجاء في ذلك منها غير لا تنكر للقوم، فإن غالبهم لا اعتناء لهم بالرواية، وقال السبكي في "طبقاته": المحدث الحافظ الزاهد الصالح. وقال ابن كثير في "البدَاية ": كان من الحفاظ المكثرين الرحّالين في طلب الحديث إلى الآفاق، وكتب كثيرًا، وكان ثقة صدوقًا صالحًا. وقال ابن ناصر الدِّين الدمشقي في "بديعته":
وبعده الماليني كالمدارس ... محمَّد نجلٍ أبي الفوارس
مات بمصر، يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، كذا أرخه الحبَّال في "وفيات المصريين"، والخطيب، وأبي الحسن عبد الغافر الفارسي، وأرخاه حمزة السهمي في "تاريخه"، وابن القَطَّان الفالصي في "بيان الوهم والإيهام" سنة تسع وأربعمائة، بمصر، وقد حكم غير واحد على هذا القول بالوهم منهم: ابن عبد الهادي، والذهبي، والسبكي، وغيرهم.
قلت:[ثقة حافظ، واسع الرحلة، جمع مصنَّف مع صدق وورع وديانة].
"السنن الكبرى"(١/ ٢٧/ ك: الطّهارة، باب المنع من الادهان في عظام اللَّيلة وغيرها ممّا لا يؤكل لحمه)، (٢/ ٢٠٢)، (٤/ ٣١٢)، "البعث والنشور" برقم (٤٧)، "الخلافيات"(١/ ٣٥٩)، " فضائل الأوقات" برقم (٧٢)، "تاريخ جرجان" برقم (١١٢)، "تاريخ بغداد"(٤/ ٣٧١)، "الإكمال"(٣/ ١٧٩)، "المنتخب من السياق" برقم (١٩٣)، "الأنساب"