حدثه إملاء في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ووصفه بالشيخ الإمام، وترحم عليه، وأبو علي الحسين بن محمَّد المروالروذي، وأبو منصور عبد الملك الثعالبي النيسابوري، وأبو نصر محمَّد بن سهل الشَّاذْيَاني، وأبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن محمَّد البيِّع الحاكم النيسابوري -وهو أكبر منه- وآخرون.
قال الحاكم في "تاريخه": "الفقيه الأديب، مفتي نيسابور وابن مفتيها، وأكتب من رأينا من علمائنا وأنظرهم، وقد كان بعض مشايخنا يقول: من أراد أنّ يعلم أنّ النجيب ابن النجيب يكون بمشيئة الله تعالي فلينظر إلى سهل بن أبي سهل، درَّس واجتمع إليه الخلق اليوم الخامس من وفاة أبيه سنة تسع وستين وثلاثمائف وتخرج به جماعة من الفقهاء بنيسابور، وسائر مدن خراسان، وتصدر للفتوى والقضاء والتدريس، وبلغني أنّه وضع في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة عشية الجمعة الثّالث والعشرين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وسمعت الأستاذ أبا سهل، وذكر في مجلسه عقل ولده سهل، وتمكنه منه، وعلو همته وأكثروا وقالوا، فلما فرغوا قال: سهل والد. وسمعت الرئيس أبا محمَّد الميكالي يقول غير مرّة: النَّاس يتعجبون من كتابة الأستاذ أبي سهل، وسهل أكتب منه. وقال ابن الصلاح: وقد قيل لم يكن بخراسان أكتب من أبي محمَّد الميكالي في وقته. وقال أبو الإصبغ عبد العزيز بن عبد الملك: إنِّي منذ فارقت وطني بأقصى المغرب، وجئت إلى أقصى المشرق ما رأيت مثله. وقال البيهقي: الشّيخ الإمام. وقال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقاته": كان فقيهًا أديبًا، جمع بين رياسة الدِّين والدنيا، وأخذ عنه فقهاء نيسابور. وقال