محمَّد بن المهتدي بالله، وأبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي الفقيه المالكي، وأبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمَّد بن عبد البرّ بن عاصم النَّمَري الأندلسي، قال شرف الدِّين المقدسي في "الأربعين": سمع منه أكثر الرحالين في زمانه لانتصابه للسماع منه بالحرم الشريف، وكان مالكي المذهب، روى عنه أكثر فقهاء المالكية الذين حجوا في زمانه.
قال ابن ماكولا في "الإكمال": كتب الكثير، وسمع وسافر الشّام والعراق وخوزستان، وغيرها، وأقام بمكة إلى أنّ مات، وكان من الأعيان، وقال الخطيب في "تاريخه": سافر الكثير وحدث ببغداد، وكنت لما حدث غائبًا وخرج إلى مكّة فسكنها مدة، ثمّ تزوج من العرب، وأقام بالسروان، وكان يحج في كلّ عام، ويقيم بمكة الموسم، ويحدث ثمّ يرجع إلى أهله، وكتب إلينا من مكّة بالإجازة لجميع حديثه وكان ثقة ضابطًا، دينًا فاضلًا. وقال أبو عبد الله الحميدي: كان أحد الحفاظ الإثبات، وكان على مذهب مالك بن أنس -رحمة الله عليه- في الفروع، ومذهب أبي الحسن في الأصول. وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمَّد الأنصاري: الحافظ صدوق، تكَلَّموا في رأيه، سمعمت منه حديثًا واحدًا في الحجِّ، وقال لي: اقرأه علي حتّى تعتاد قراءة الحديث، وهو أول حديث قرأته على الشّيخ، وناولته الجزء، فقال: لست على وضوء، فَضَعْه. وقال أبو طاهر أحمد بن محمَّد بن سلفة الحافظ: أبو ذر الهروي نزيل مكّة، حافظ كبير مشهور، كتب عنه الكبار. وقال عبد الغافر الفارسي في "السياق": حافظ معروف مشهور من أهل الحديث، صوفي مالكي، من المجاورين بمكة -حرسها الله-، وكان ورعًا زاهدًا عالمًا، سخيًا بما يجد لا يَدَّخر شيئًا للغد، صار من كبار مشايخ