للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"النُّبَلاء": العلّامة، كبير الشّافعيّة، له المصنفات الكبيرة في المذهب، وكان سيِّد فقهاء مرو، وكان إمام الحرمين يَحُطُّ على الفُوراني، حتّى قال في باب الأذان: هذا الرَّجل غير موثوق بنقله، وقد نَقَم الأئمة على إمام الحرمين ثَوران نفسه على الفُوْرَاني، وما صَوَّبوا صورة حَطِّه عليه؛ لأنّ الفُوْرَاني من أساطين أئمة المذهب. وقال في "العبر": شيخ الشّافعيّة، وتلميذ القفال، وذو التصانيف الكثيرة، كان صاحب "النهاية" يَحُطُّ على الفُوْراني بلا حجة. وقال السبكي في "طبقاته": كان إمامًا حافظًا للمذهب، من كبار تلامذة أبي بكر القفال، وأبي بكر المسعودي، وكان شيخ أهل مرو، وعنه أخذ الفقه صاحب "التتمة" وغيره، وكان كثير النقل، والناس يعجبون من كثرة حَطِّ إمام الحرمين عليه، وقوله في مواضع من "النهاية": إنَّ الرَّجل غير موثوق بنقله والذي أقطع به أنّ الإمام لم يُرِد تضعيفه في النقل من قبل كذِب، معاذ الله! وإنّما الإمام كان رجلًا محققًا مدققًا، يغلب بعقله على نقله، وكان الفُوْراني رجلًا نقَّالًا، فكان الإمام يشير إلى استضعاف تفقهه، فعنده أنّه ربما أُتي من سوء الفهم في بعض المسائل، هذا أقصى ما لعلّ الإمام يقوله. وبالجملة ما الكلام في الفُوْراني بمقبول، وإنّما هو عَلَم من أعلام هذا المذهب، وقد حمل عنه العلم جبال راسيات، وأئمة ثقات، وقد كان من الثقة -أيضًا- بحيث ذكر في خطبة "الإبانة"، أنّه يبيِّن الأصح من الأقوال والوجوه، وهو من أقدم المنتدبين لهذا الأمر. وقال ابن كثير في "البداية": أحد أئمة الشّافعيّة، مصنف "الإبانة" الّتي فيها من النقول الغريبة، والأقوال والأوجه الّتي لا توجد إِلَّا فيها، كان بصيرًا الأصول والفروع، كتب تلميذه أبو سعد كتابًا على "الإبانة"، سماه "تتمّة الإبانة"، انتهى فيه إلى كتاب

<<  <   >  >>