تقديم فضيلة الأستاذ الكبير أحمد مِعْبَد عبد الكريم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن معرفة رجال الأسانيد وأحوالهم، جرحًا وتعديلاً، من أهم ركائز معرفة درجات مروياتهم قبولاً أو ردًّا.
وقد وفق الله -عَزَّ وَجَلَّ- كثيراً من أهل الحديث الذين تأخرت وفاتهم عن سنة ٣٠٠ هـ للالتزام بالرواية بأسانيدهم لما يوردونه في مؤلفاتهم، عن شيوخهم فمن فوقهم في الإسناد، إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فمن دونه من صحابة أو تابعين أو من دونهم.
ومع التزام هؤلاء بالرواية بالإسناد هكذا، إلا أنهم لم يلتزموا دائماً ببيان درجات جميع مروياتهم هذه، من الصحة وغيرها.
ثم هيأ الله -عَزَّ وَجَلَّ- للسنة النبوية وعلومها في الآونة الأخيرة، من يحرص على إحياء نصوصها، بالتحقيق والتخريج، وتمييز الصحيح من غيره، ولا سيما ما لم تُبين درجته في مصدره الأصلي، وهو كثير، مع مسيس الحاجة إلى ذلك.
لكن توقف الجميع حائرين أمام عدد غير قليل من رجال الأسانيد المتأخرين عن سنة ٣٠٠ هـ؛ لأن التواريخ التي عنيت بتراجم هؤلاء