يُضيءُ صَبِيرُها، في ذِي حُبِيٍّ، جَواشِنَ لَيلِها، بِينًا فبِينا
أي: قطعة من الأرض بعد قطعة، يعني: البين. والبين: مد البصر من الأرض. قال لنا أبو الحسن بن كيسان، رحمه الله: الصبير: الغيم الأبيض الشديد البياض.
رجعنا إلى الكتاب: قال أبو يوسف: ويقال: أتيته بعدما مضى وهن من الليل، وأتيته بعد هدء من الليل: نحو من الربع أو قريب من ذلك. وقال غير النضر: أتيته بعد موهن من الليل، وبعد هدأة من الليل، وبعدما هدأت الرجل، وبعدما هدأت العيون.
وقال النضر: جوز الليل: وسطه.
وسدف الليل: ظلماؤه وستره. وقد أسدف علينا الليل أي: أظلم. وأتيته بسدفة من الليل. وهي ظلمة من الليل في آخره. وقال الأصمعي: السدف: الظلمة. وقال العجاج:
* وأقطَعُ اللَّيلَ، إذا ما أسدَفا *
قال أبو الحسن: كان في النسخة: "وأظعن الليل إذا ما أسدفا". والظعن: المسير. وقال أبو العباس:"وأطعن" بالطاء غير معجمة. قال: أدخل فيه كما تدخل الطعنة الجوف. ووجدت في نسخة أخرى:"وأقطع الليل".
قال أبو الحسن: قال بندار: السدف والسدفة: اختلاط بياض النهار بسواد الليل في أوله وآخره. ولذلك جعلا من الاضداد، لأن سدفة أول الليل تدفع إلى سواد الليل، وسدفة آخر الليل تدفع إلى بياض النهار. فلذلك قال: أضاءت لنا سدفة.
رجعنا إلى الكتاب: وأما الشفق ففيه ضوء الشمس وحمرتها من أول الليل إلى قريب من العتمة. يقال: غاب الشفق، إذا ذهب ذاك.
والغطش: السدف. ويقال: أتيته غطشا، وأتيته بغطش، وقد أغطش الليل. وهذا كله اختلاطه.