فيه قولان: أي: صفر وطابه من اللبن: أخذت إبله. والقول الآخر: خلا بدنه من روحه. ومنه يقال في المثل: "حال الجريض دون القريض" أي: حال الموت دون قول الشعر.
قال أبو الحسن: يقال: إن عبيد بن الأبرص قالها، وأخذه ملك من الملوك، كان يقتل أول من يلقاه من الناس في يوم من أيامه. فلقي عبيدا فكلم فيه، فقال: لا أدع سنتي. ولكن أستمتع به بقية نهاري، ثم أقتله. فقال: اقرض في شعرا. فقال عبيد: "حال الجريض دون القريض". قال: فأنشدني قولك:
* أقفَرَ، مِن أهلِهِ، مَلحُوبُ *
فقال عبيد:
أقفَرَ، مِن أهلِه، عَبِيدُ فاليَومَ لا يُبدِي، ولا يُعِيدُ
قال: فقتله. قال: ويقال: إن هذا الملك هو عمرو بن هند، مضرط الحجارة. لقب بذلك لشدته.
رجعنا إلى الكتاب: الكسائي: يقال: هو يريق بنفسه، زيفوق بنفسه فؤوقا. وهو يسوق نفسه: غيره.
واسم الموت: قتيم. يقال: أورده أحواض قتيم. قال أبو العباس: وغتيم أيضا. والناس على هذه اللغة.
والسام: الموت.
ويقال للمنية: أم قشعم. قال زهير:
فشَدَّ، ولَم يُفزِعْ بُيوتًا كَثِيرةً لَدَى حَيثُ ألقَتْ رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ
ويقال: قفى عليهم الخبال، وعفى عليهم الخبال، يريد: عفى آثارهم الموت.
ويقال: تلمأت عليه تلمأ تلمؤًا، وتودأت عليه تودأ تودؤا. وذلك إذا استوت عليه الأرض فوارته بعد الموت. وأنشد أبو زيد:
ولِلأرضِ، كَم مِن صالِحٍ قَد تَلَمّأتْ علَيهِ، فوارَتْه بِلَمّاعةٍ قَفْرِ!
ويقال: استوت به الأرض وسويت به الأرض، إذا هلك فيها.
الأصمعي: يقال: شجب يشجب شجبا، إذا