أُسُودُ شَرًى، لَقِينَ أُسُودَ تَرْجٍ بِبَرْزٍ، لَيسَ بَينَهُمُ وِجاحُ
أي: ستر. قال أبو الحسن: كنت أروي أنا هذا البيت: "ترح"، فقاله أبو العباس: "ترج"، وذكر أن "ترح" تصحيف. وقال: وجاح ووجاح ووجاح ثلاث لغات.
أبو زيد: يقال: لقيته ببلد إصمت. وهو الذي لا أحد به.
ولقيته قبل كل صيح ونفر. والصيح: الصياح. والنفر: التفرق. قال: وسمعت الكلابي يقول: غضب من غير صيح ولا نفر، أي من غير قليل ولا كثير. وأنشد:
كَذُوبٌ مَحُولٌ، يَجعَلُ اللهَ جُنّةً بأيمانِهِ، مِن غَيرِ صَيحٍ ولا نَفْرِ
قال أبو العباس: يقال: قد فر من غير صيح ولا نفر. يقول: لم يسمع صوتا ولم ير شخصا.
وحكى: لقيته يمشي بين سمع الأرض وبصرها، أي: بأرض خلاء لا أحد بها. قال أبو العباس: سمع الأرض وبصرها: حيث لا يسمع صوت إنسان ولا يرى بصر إنسان. فإنما يريد أنه لم يبصره أحد، ولم يسمع صوته أحد إلا الأرض.
الفراء: يقال: لقيته التقاطا، إذا لم ترده فهجمت عليه. قال الراجز:
ومَنهَلٍ وَرَدتُهُ التِقاطا
لَم ألقَ، إذْ وَرَدتُهُ، فُرّاطا
إلّا الحَمامَ الوُرقَ، والغَطاطا
فهُنَّ يَلغَطْنَ، بِهِ، ألغاطا
كالتُّرجُمانِ، لَقِيَ الأنباطا
أصفَرَ، مِثلَ الزَّيتِ، لَمّا شاطا
أورَدتُه قَلائصًا، أعلاطا
أرمِي بِها الحَزَوَّرَ البَساطا
حَتَّى تَرَى البَجباجةَ الضَّيّاطا
يَمسَحُ لَمّا خالَطَ الأغباطا
بالحَرف، مِن ساعِدِه، المُخاطا
قال أبو الحسن: ههنا قرأنا "الحَزَوّرَ البَساطا". وقد قرأته على أبي العباس في