للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاغسِلوا وهذا أمر يحمل على الوجوب ويتَّضِح عندي الوجوب ويبعد الخلاف فيه إذا خُشي على المعيون الهلاك. وكان وضوء العائن مما جرت العادة بالبرء به أو كان الشرع أخبر به خبرا عامّا ولم يمكن زوال الهلاك عن المعيون إلا بوضوء هذا العائن فإنه يصير (٦) من باب من تعين عليه إحياء نفس مسلم وهو يجبر على بذل الطّعام الذي له ثمن ويضرّ بذله فكيف هَذا مما يرتفع الخلاف فيه (٧).

١٠٢٢ - قوله: "سَحَر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَجل يهَودِيّ الحديث" (ص ١٧١٩).

قال الشّيخ -وفّقه الله- أهل السنة وجمهور العلماء (من الأمة) (٨) على إثبات السّحر وأن له حقيقةً كحقائق غيره من الأشياء الثابتة خلافا لمن أنكره ونَفَى حقيقته وأضاف ما يتّفق منه إلى خَيَالاتٍ باطلةٍ لا حقائق لها، وقد ذكره الله سبحانه في كتابه العزيز وذكر أنّه مما يتَعَلَّم، وذكر ما يشير إلى أنّه مما يكفَّر به وأنّه يفَرَّق به بين المرء وزَوجِه وهذا كلُّه مما لا يمكن أن يكون فيما لا حقيقة له وكيف يتعلّم ما لا حقيقة له.

وهذا الحديث أيضا فيه إثباته وأنّه أشياء دفنت وأخرجت وهذا كلّه يبطل ما قالوه.

والّذي يُعرَف بالعقل من هذا أن إحالة كونه من الحقائق محال وغير


(٦) - في (ب)، (هـ) فيصير.
(٧) - في (ب) فكيف بهذا هذا مما يرفع الخلاف فيه.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>