وتقول إنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال (أبردوها بالماء) فهذه أسماء شَاهدت النّبيء - صلى الله عليه وسلم - وهي في القرب منه على ما علِم فأوّلت الحديث على نحو ما قلناه فلا يبقى للملحد إلاّ أن يتقَوَّلَ الكَذِب ويعارض كذبه بنفسه وهذا مماّ لا يلتفت إليه.
وأمّا إنكارهم التشفّي من ذات الجنب بالقُسْطِ فغير صحيح وقد ذكِر عن بعض قدمَاءِ الأطباء أنّه قال بأنّ ذات الجنب إذا حدثت من البَلغم كان القُسْط من علاجها، وَقد رأيت في كلام دِييسْقُورِيدُوسَ أنّه قال إذا شرب نفع من أوجاع الصَّدر. وذكر جالينوس أنه ينفع من وَجَعِ الكزازِ ومن وجع الجنبَين وذَكَر ابن سينا في كتابه أنه ينفع من وجع الصّدر، وهذا خلاف ما حكاه هؤلاء الملحدون من الأطِبَّاء وقد ذكر بعض القدماء منهم قال قد يستعمل بالجملة حيث يحتاج إلى إسخان عضو من الأعضاء أو حيث يحتاج إلى أن يجَذِبَ (٣٤) الِخلطَ من باطن البدن إلى ظاهره وبهذا أيضا وصفَه ابن سينا في كتابه وغيره وهذا يحقّق ما قلناه ويبينّ كذبهم على الأطبَّاءِ.
وأمَّا قوله - صلى الله عليه وسلم -: فيه سبعة أشفية قال الزّهري بيّن اثنين ولم يبيّن الخمسة.
وقد رأيت الأطباء تطابقوا في كتبهم على أنّه يدرّ البَول والطمث وينفع من السموم ويحرّك شهوة الِجماعَ ويقتل الدُّود وحبّ القَرع في الأمعاء إذا شُرِبَ بعَسل ويذهب بالكلف إذا طلي عليه وينفع من ضعف الكبد
(٣٤) في (أ) جاء يجذُب بضم الذال والصواب كسر الذال لأنّ جذب من باب (ضرب).