للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمعدة وَبَرْدِهمِا ومن حمى الورد والرِّبعْ، قال بعضهم يَنفَع من النّافض لطوخا بالزيت وكذلك قال جَالِينوس: ينفع من البرد الكائن بالدور غير أنهّم يدهنون البدن قبل تهييج (٣٥) البرد وكذلك يفعلون في أصحاب عِرقِ النَّسَا يسخِّنون بَعضَ أعضَائهم وقال بعضهم: يعمل منه لطوخ بالزيت لمن به نافض قبل أخذ الحمّى ولمن به فالج واسترخاء وهو صنفان بحريّ وهنديّ والبحريّ هو القسط الأبيض يؤتى به من بلاد العَرَبِ، وزاد بعضهم فيه على هذين الصّنفين، وبعضهم ينصّ على أَن البحريَّ أفضل من الهنديِّ وهو أقلّ حرارة منه قال إسحاق ابن عمران هما حَارّان يابسان في الدرجة الثالثة والهنديُّ أشدّ حرا في الجزء (٣٦) الثّالث من الحرارة وقال ابن سينا القُسْط حار في الثّالثة يابس في الثانية فأنت ترى هذه المنافع التي اتّفق عليها الأطبّاء فقد صار ممدوحًا شرعا وطبّا (٣٧).

وأما ما وصفه في الحبّة السّوداء فيحمل أيضا على الأعلال الباردة على حسب ما قلناه في القسط وهو - صلى الله عليه وسلم - قد يصف بحسب ما يشاهد من غالب أحوال أصحابه في الزّمن الذي يخاطبهم فيه.

وإنّما عَدَّدنا هذه المنافع في القُسط من كتب الأطبَّاء لذكر النّبي - صلى الله عليه وسلم - عددًا عَلى الجملة لم يفصِّله وقول الزُّهرِي: لم يبينّ لنا الخمسة فبيّنا نحن منها ما يمكن أن يراد بالحديث.


(٣٥) ما اثبتناه هو ما في (ب)، وأما ما في (أ) فكلمة غير واضحة ولعلّها تهييج.
(٣٦) في (أ) على حسب ما يبدو في الصورة، هكذا في (الجُزِّ) وما اثبتناه هو ما في (ب) و (ج) وما في شرح النّووي نقلا عن المازري.
(٣٧) في (أ) وطبعا، واضيف في الهامش، وطبّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>