للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها من رائحة تؤذي وهو المراد بما وقع في بعض الأحاديث فإنّه أذَى.

وقال بعض أصحابنا في هذا إن كانت مندوحة عن مخالطة من يتأذّى كره (٤) للوارد وإلاّ فلا وكذا في أهل الجذام إذَا تأذّى النّاس بمخالطتهم في البئر فإن كان لهم مندوحة بماء آخر ينصرفون إليه (أمِروا أن ينصرفوا إليه) (٥) رفعا للضّرر عن هؤلاء وإن لم تكن لهم مندوحة (قيل للآخرين) (٦) أوجدوهم العوض وإلا فيشاركونكم (٧) لأنّ كلّ ذي مال أحق بماله.

وقوله: لَا عَدوى.

تفسيره أن العرب كانت تعتقد أنّ المرض يعدي (٨) وينتقل إلى الصحيح فأنكر - صلى الله عليه وسلم - اعتقادهم.

وأما قوله: ولَا صَفَر.

ففيه قولان قيل تأخيرهم المحرّم إلى صفر في النّسيء الذي كانوا يفعلونه وإلى هذا ذهب مالك وأبو عبيدة وقيل الصُفَار دَوابٌّ في البَطن فكَانوا يعتقدون أنّ الصَّفر دَابَّه في البَطنِ تهيج عند الجوع وربماَ قَتلت وَتَراها العرب أعدى من الجرَب وَإلى هَذَا ذَهَب مطرِّف وابن وهب وابن حَبيب من أصحاب مالك وهو اختيار أبي عبيد وقد تقدّم ما في مسلم من التَفّسير لهذا.


(٤) في (ب) من يتأذّى ذكره.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٦) - ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) في (أ) فبشاركونهَم.
(٨) - في (ج) أن المرضى تعدي وتنتقل إلى الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>