للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمّا قوله: ولا هَامَةَ.

فاختلف فيه فقيل كانتِ العرب تتشاءم بالَهامة إذا سقطت على دار أحدهم فتراها ناعية له نَفْسَه أو أحدًا من أهله وَإلى هَذا التّفسير ذَهَبَ مَالك وقيل كَانَتِ العرب تعتقِد أنَ عِظامَ الَميّت تنقلب هَامة تطير فأنكر - صلى الله عليه وسلم - هذا كلّه وأبطله ويسمّى الطائر الذي يعتقد خروجه من هامة الميّت صدًى (٩) وَجمَعه أصدَاء وقد قيل إنّ المراد بالحديث هذا الطائر (١٠) الذي يخرج من الرأس قال لَبيد: [الوافر]

فَلَيسَ النَّاس بَعدَكَ في نَفِيرٍ ... وَلَاَ هم غَير أصدَاءٍ وَهَامِ

وقال أبو زيد: هامّة مشدّدة الميم.

وأما الفَأل (١١) بالهمز وجمعه فؤول فَقد فَسّرَه فيِ كِتَاب مسلِمٍ.

والطِّيرة: مَأخوذ مما كانوا يعتادونه في الطير ويعتقدونه في البوارح والسّوانح وكان لهم في التّشاؤم والتّيامن طريقة معروفة، وقيل منها أخذ اسم الطّيرة وَقَال بعضهم: فإنّ الفأل رجوع إلى قول مسموع وأمر محسوس يحسن معناه في العقول فيخيّل للنّفس وقوع مثل ذلك المعنى


(٩) في (ب) صداء وكذلك في (ج) مع حذف قوله وجمعه أصداء.
(١٠) في (أ) هذا اللّفظ.
(١١) في (أ) وقال الفأل.

<<  <  ج: ص:  >  >>