للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيحسن الظنّ بالله سبحانه ورجاء الخير منه بأدنى سَبَب لا يقبح، والطيرة أخذ المعاني من أمور غير محسوسة ولا معقولة ولا معنى يشعر العقل بما يتوقّع من ذلك فَلِهذا فَارَقَت الفأل وإنهّا (١٢) لا تقع إلاّ على توقّع أمرٍ مَكروه والفأل يقع على ما يحبّ ويكره والمستحسن منه ما يحبّ وما يكره يتّقى فالاً كان وهو أحد قسمي الفأل أو طيرةً هكذا قال بعضهم.

وأمّا ما ذَكَرَه: الشُّؤم في الدَّارِ وَالَمرأةِ والفَرَسِ فإنّ مَالِكًا -رضي الله عنه- أخذ هذا الحديث على ظاهره ولم يَتأوّله فذكِر في كتاب الجامع من المستخرَجَةِ أنه قال: ربَّ دَارٍ سَكَنها قوم (فَهَلَكوا) (١٣) وآخرون بعدهم فهلكوا وأشار إلى حمل الحديث على ظاهره وقال غيره فإنّ هذا محمَله على أنّ المراد به أن قدر الله سبحانه ربّما اتفق بما يكره عند سكنى الدّار فيصير ذلك كالسّبَب فيتَسَامَح في إضافة الشؤم إليه مجازًا واتْسَاعًا قالوا وقد قال في بعض طرَق مسلم إن يكن الشؤم وهذا لفظ (١٤) ينافي القطع ويكون محمله إن يَكنِ الشّؤم حقا فهذه الثّلاث أحقّ به بمعنى أنَّ النّفوس يقع فيها التّشاؤم فهذه أكثر مما يقع بِغيرها.

وقد وقع في بعض الأحاديث أنّه - صلى الله عليه وسلم - لما شكي إليه في بعض الدِّيار ذهاب الأهل وَالَمالِ قال دَعوها ذميمة.

وقد اعترض بعض أهل العلم في هذا الموضع بأن قال فإنَه نَهَى - صلى الله عليه وسلم - عن الفِرار من بلد الطّاعون وَأباح الفرار من هذه الدّار فما الفرق قيل (١٥)


(١٢) في (ب) و (ج) بأنها.
(١٣) فَهَلَكوا سَاقِط من (أ).
(١٤) في (أ) وهذا أصل.
(١٥) في (ب) قيل الفرق ما الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>