للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمّا قوله - صلى الله عليه وسلم - "لَا يُخْبِرْ بها إلَاّ مَن يحبُّ".

فيحتمل عندي أن يكون حَذَرًا مِن أن يَعبرَهَا له من يبغضه على الصّفة المكروهة فيحزنه ذلك، أو يتفق وقوعهَا على ما عبر، ويكون وصفها بأنها حسنة بمعنى حسنها في الظاهر. وأهل العبارة يقولون في تقاسيمهم من المنامات ما هو حسن في الظاهر مكروه في الباطن ومنها عكسه إلى بقية الأقسام التي يعدُّونها.

١٠٤٥ - وأما قول أبي سلمة: "إني لأرى (٩) الرُّؤيَا أعرى مِنهَا وَلَا أزَمَّل (ص ١٧٧١).

فلم أقف على تفسيره عند أهل الغريب غير أن صاحب الأفعال قال: عرِي الرجل عِريَةً وعِروَةً (١٠) صار عريَانًا واللّيلة اشتَدَّ بَردهَا فهي عَرِية وعرَوتك عَروًا نزَلت بك والأمر نَزل به والحمَّى لذعته وهي العُرَوَاء فيحتمل أن يكون أراد أنّه أرعدته الحمّى أو اشتدّ برده فَزَعًا مماّ رَأى إن لمَ يَكن من التَّعَرّي.

وأمّا أزمَّل فالَمعروف أنّ التَّزمِيل التَّدثِير.

١٠٤٦ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اقترب الزّمان لم تكَد رؤيَا المسلمِ تكذب


(٩) في (ب) لا أرى.
(١٠) هكذا جاء شكل عِريَةَ وعِروة بكسر العين في (أ) وهو خطأ والصواب ضم العين.

<<  <  ج: ص:  >  >>