للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأصدَقكم رؤيَا أصدقكم حَدِيثا ورؤيَا المسلمِ جزء من خمَسَةٍ وأربعين جزءًا من النبوءَةِ والرّؤيَا ثلاث فَرؤيَا صالحة بشرى من الله عزّ وجلّ ورؤيَا تحَزِين مِن الشَّيطَانِ ورؤيا مِماّ يُحدِّث الَمرء نفسه فإذا رأى أحدكم ما يَكرَه فليقم فَليصَلِّ ولا يَحدِّث بها النّاس" وفي بَعض طرقه: "رؤيا المؤمِنِ جزء من سِتَّةٍ وأربعين جزءًا من النُّبوءة (ص ١٧٧٣ - ١٧٧٤).

قال الشّيخ -وفّقه الله-: اختلف النّاس في معنى قوله إذا اقترب الزّمان لمَ تكن رؤيَا المسلم تكذب فقال بعضهم المراد به إذا اقترب من اعتدال اللَّيل والنّهار فإن الرّؤيا حينئذ لم تكَد تكذب. وبهذا فسره أبو داود. وقال بعضهم بل المراد آخر الزّمان والقرب من القِيَامة.

وأما قوله رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءًا من النّبوة فإنّه مما قال بعض الناس فيه: إنّه - صلى الله عليه وسلم - أقام (١١) يوحَى إليه ثلاثة وعشرين عامًا عشرة بالمدينة وثلاثة عَشَرَ بمكة وكان قبل ذلك بستة أشهر يَرى في الَمنَامِ ما يلقيه إليه الملك عَلَيهِما السلام. وذلك نصف سنة، ونصف سَنَةٍ من ثلاث وعشرين سنة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النّبوءة، وقد قيل إن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قد خصَّ دون الخليقة بضروب وفنون وجعل له إلى العلم طرق لم تجعل لغيره فيكون المراد أن المنامات نِسبتها مما حصل له وميّز به جزء من ستة وأربعين فلا يبقى على هذا إلا أن يقال بَيِّنُوا هذه الأجزاء ولا يلزم العلماءَ أن تعرف كلّ شيء جملة وتفصيلاً (وقد جعل الله سبحانه للعلماء حدّا تقف عنده فمنها ما لا تعلمه أصلا ومنها ما تعلمه جملة ولا تعلمه تفصيلا) (١٢) وهذا منه ومنها ما تعلمه جَملة وتفصيلا لا سِيّما ما


(١١) في (ب) قام.
(١٢) ما بين القوسين ساقط من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>