للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمَا اختلاف الرِّوايات في هذا القدر ففي كتاب مسلمٍ "خمسة" وفيه "ستة" وفيه "من سبعين جزءًا من النّبوّة" وقد أشار الطَّبري إلى أن هذا الاختلاف راجع إلى اختِلَاف حَالِ الرَّاوي فالمؤمن الصالح تكون نسبة رؤياه من ستة وأربعين والفاسق من سبعين، ولهذا لم يشترط في رواية السَّبعين في وصف الرائي ما اشترطه في وصف الرائي في الحديث المذكور فيه ستة وأربعون" فقد قال في بعض طرق مسلم "رؤيا الرّجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة" وإن كان قد أطلق في بعض طرقه فقال: "رؤيا المؤمن جزء من ستّة وأربعين" وقال: "في السّبعين الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوءة" ولم يشترط كون الرائي صالحًا، وقد يحمل مطلق قوله الرؤيا الصالحة جزء من ستةٍ وأربَعِيَن عَلىَ أن المراد به إذا كانت من رَجلٍ صالح بدليل الحديث الآخَر، وقد قيل: إن المنامات دلالات والدلالة منها خفيّ ومنها جَلِيٌّ فَماَ ذكر فيه السبعون أريد به أنّه الخفيّ منها، وما ذكر فيه الستة والأربعون أريدَ بِه الجلي منها.

١٠٤٧ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن رآني فيِ الَمنَام فَقد رَآني حَقّا فَإنَّ الشَيطَانَ لَا يَتَمَثَّل بيِ" وفي بعض طرقه: "مَن رَآنيِ في الَمنَام فَسَيرَاني في اليَقَظَةِ (أو كأنّما رآنيِ في اليَقَظَةِ) (١٣) لَا يَتَمَثَّل الشَّيطَان بي". وَفيِ بعض طَرقه: "من رآني فقد رأى الحقّ" (ص ١٧٧٥ - ١٧٧٦).

[قال الشّيخ -أيّده الله- اختلف المحقّقون في تأويل هذا الحديث فذهب القاضي أبو بكر بن الطيب -رحمه الله- إلى أنّ المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم - "من رآني في المنام فقد رآني أنه رأى الحق"] (١٤).


(١٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(١٤) ما بين المعقّفين ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>