بعض شيوخنا في قوله: يقَاد لِلشَّاةِ الجَلحاء من الشّاة القرناء إن المراد به ضَرْب مَثَلٍ ليشعِر الباري سبحانه الخليقة أنَهَّا دار قِصاصٍ وَمجازَاةٍ وأنّه لا يبقى عندَ أحدٍ لأحدٍ حقّ فَضرَب الَمثَل بالبهائم التي ليست بمكلفة حتى يسْتَحَقَّ فيها القصاص لِيفهَم منه أن بني آدم المكلَّفين أحَقّ وأولى بالقِصاص بينهم ويصِحّ عندي أن يخلق الباري سبحانه هذه الحركة في البَهَائم في الآخِرة ليشعر أهل المَحشر بما هم صائرون إلَيه من العدل بينهم وسمَّى ذلك قصاصا لا على معنى قصاص التكليف ولكن على معنى قصاص المجازاة. والقَطع في هذا لَا سبيل إليه، وإجراء الكلام على ظاهره إذا لم يَمنعَ منه عقل ولا سَمع أولىَ وأوجب. والجلحاء هي الجماء التي لا قرن لها. ويقال: قرية جلحاء لا حصن لَهَا والأجلَح مِنَ النَّاسِ الذي (انحسر الشَّعر عَن جَانِبَيْ جبهَتِهِ وَسَطح أجلَح الذي)(٢٢) لم يحجَب بِجِدَارٍ ولا غَيِره ومنه حديث أبيِ أيّوب "مَن بَاتَ عَلىَ سطح أجلح فَلَا ذِمَّةَ لَه وهودج أجلَح لِلّذِي لَا رَأس له".
١١٨٧ - وقوله:"إنّ الله تَعالىَ يملي لِلظَّالِمِ"(ص ١٩٩٧).
أي يمهِل وَيؤَخِّر وَيطِيل له المدّة. قال ابن الأنباري في اشتقاقِهِ من المَلْوَةِ وهي المدّة والزَّمان. قال غيره: يقال ملوة بفتح الميم وضمّها وكسرها.