للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك ولم يكن عند آدم سَبَب موقِع فيه على الحقيقة إلاّ قَضَاء الله وَقَدَره) (٩). ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "فَحَجّ آدَم موسى" ولهذا قال آدم لموسى صلىَّ الله عليهما: "أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه". وذكر فضائله التي أعطاه يريد بذلك أنّ الله سبحانه قدّر ذلك وقضى به فنفذ ذلك كما قدر علي ما فَعَلت فَنَفذَ فيّ.

وأما قوله: "قدره الله عليّ قبل أن يخلقَني بأربعين عَامًا" فالأظهر أن المراد به أنّه كتبه قبل خلقه بِأربعين سنة وأظهره أو فعل فِعلاً ما أضَافَ هذا التاريخ إليه وَإلاّ فَمَشِيئَةُ الله سبحانه أزلِيَّة وما قضاه وقدره بمعنى شاءه وأراده فينا (١٠) لم يزل ولم يزل سبحانه مريدًا لما أراده من طاعة المطيع ومعصية العاصيِ فأربعون سنة قبل خلق آدم عليه السلام زمن محدود مبتدأ (١١) فيجب صرف هذا التاريخ إلى ما قلناه. والأشبه أنه أراد بقوله: قدره قبل أن يخلَق بأربعين سنة، أي كتبه في التّوراة، ألا تراه يقول في بعض طرقه "فبِكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاما قال آدم: فهل وجدت فيها فعصى آدم ربه فَغَوَى. وهذا يشير إلى أنّ المراد بذلك المطلقِ ما قيّد في هذه الطريق.

وأما قوله: "فهل وجدت فيها {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}.


(٩) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(١٠) جاء في (أ) أولا ففيما ثم صحح فينا، وفي (ب) كما جاء اولا في (أ) ففيما، وفي (خ) يقينا.
(١١) في (أ) مبتدأ ساقطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>