للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نورا، وكذلك في الأول، والرواية التي فيها: "نُورانّي" أشد إشكالا. ويحتمل أن يكون معناه راجعاً إلى ما قلنا أي خلق النور (٣١٧) المانع لي من رؤيته فيكون من صفات الأفعال.

١٠٩ - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "حِجَابُهُ النُّورُ"، وفي رواية أخرى: "النَّارُ (٣١٨) لَو كَشَفَهُ لأحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهه مَا انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" (ص ١٦٢).

قال الشيخ: الضمير الذي في "وجهه" يعود على المخلوق لا على الخالق إذ الحجاب بمعنى الستر إنما يكون على الأجسام المحدودة والباري جلت قدرته ليس بجسم ولا محدود، والحجاب في اللغة المنع، ومنه سمي المانع من الأمير حاجباً لمنعه الناس عنه، ومنه الحاجب في الوجه لأنه يمنع الأذى عن العين، والإِنسان ممنوع من رؤية الخالق في الدنيا، فسمي منعه حجابا. ولما كان النور والنار المانعين (٣١٩) في العادة من الإِدراك، وهما من أشرف الأشياء المانعة أخبر عليه السلام أنه لو كشف عن النار أو النور المانعين من الإِدراك في العادة لأحرقت وجوه المخلوقين، وإن كان الباري سبحانه لا تقابله الأنوار (٣٢٠) وتقابل المخلوقين وتمنعهم من الرؤية.

[قال الشيخ -وفقه الله-: وأما تفسير السبحات فقال الهروي (٣٢١): سبحات وجهه. نور وجهه تعالى. وفي كتاب العين: سبحة من نور وجهه وجلاله، وإنما نقلنا هذا ليعلم قول أهل اللغة في هذه اللفظة لا على أتباعهم فيمن يرجع الضمير إليه، وإطلاق هذا اللفظ الذي قالوه] (٣٢٢).


(٣١٧) في (ب) و (ج) "خالق النور".
(٣١٨) في (ب) "حجابهُ النار"، وما هنا هو الذي في مسلم.
(٣١٩) في (ب) "مانعين".
(٣٢٠) في (ب) "لا تغالبه الأنوار".
(٣٢١) والصواب "فقال" وهو في نسخة ثالثة وهي. (ج). وفي (أ) "قال".
(٣٢٢) ما بين المعقفين ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>