للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٧ - قَوْلُ عَائِشَةَ -رضِيَ الله عنها-: "فَلَقَدِ انْخَنَثَ فِي حَجْرِي" (٢٨) (ص ١٢٥٧).

قال الشيخ -وفقه الله-: أصل الانخناث التكسر، ومنه انخناث الَأسقية، ومنه سُمِيَ الرجل الذي في كلامه ومعاطفه لِين وتكسر مُخَنَّثًا، فلعلها تريد أنه انخنث في حَجْرها أيْ تَمايل واجْتَمَعَ.

٧١٨ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضلُّوا بعْدَهُ أبَدًا فَقَالُوا: إن النَّبِيءَ - صلى الله عليه وسلم - هَجر" (٢٩)، وفي بعض طرقه "فقال عمر: إِنَّ النَّبِيء - صلى الله عليه وسلم - قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ القُرْءَانُ حَسْبُنَا كِتَابُ الله" (ص ١٢٥٧ و ١٢٥٩).

قال الشيخ: إِن النبي - صلى الله عليه وسلم - معصوم من أن يكذب على الله أو يفسد ما يبلغة عنه، وهو مع هذا غير معصوم من الأمراض وما يكونُ من بعض عوارضها مِمَا لا يعود بنقص في منزلته ولا فساد فيما مَهَّدَ مِن شريعته. وقد كان - صلى الله عليه وسلم - لما سُحِر يُخيل إليه أنه عمِل الشيءَ وما عمِلَه ولم يجر ها هنا منه - صلى الله عليه وسلم - من الكلام ما يُعَدُّ مناقضًا لما قدم من الأحكام والشرائع (٣٠) ولا الكلام في نفسه دال على الهذيان الذي يكون عن الحميات.

وقد بقي كثير من الأحكام عظيم خطرها في الشرع (٣١) غير منصوص عليها ولكنه قد نص على أصولها وَوَكَل العلماء إلى الاستنباط فيقول كل إنسان منهم بقدر ما يظهر له. وقد يقع بسبب اختلافهم فيما استنبطوه في


(٢٨) في (ب) "حجرتي".
(٢٩) في (ب) و (ج) "يَهْجُرُ".
(٣٠) في (أ) خاصة بعد قوله "والشرائع" قوله "عظيم خطرها".
(٣١) في (ج) ليس فيها "في الشرع".

<<  <  ج: ص:  >  >>